الثقافي

الكاتبة حسيبة طاهر جغيم: ليس شرطا أن تستند الرواية إلى نظريات فلسفية !!

أكد على أن الجزائر لا تقصي المرأة ولكل عامل نصيب

قالت الكاتبة حسيبة طاهر جغيم "أنا لا أفرّق في أعمالي بين الرجل والمرأة كوني أصور الانسان بمكنوناته وبواطنه وصراعاته وتأثير البيئة والمجتمع وتقلبات وتناقضات الحياة اليومية"، وأوضحت الكاتبة المقيمة بكندا في حوار مع صحيفة رأي اليوم نشر أمس أول، العوامل المؤثرة في كينونة الكتابة والشعر الجزائريين "إن المجتمع الجزائري يحاول ولوج العصرنة والعلمنة في لحاف الأصالة والبداوة والأعراف والتقاليد المعتقة، وهذا أمر جد صعب أن تخرج منه بأدب ذي تركيبة متجانسة النسب، فهذا ما يجعل الكتابة النسوية متمردة شيئا ما ومتناقضة أحيانا أخرى كاشفة لمناطق الألم مستمدة من كل هذه الصراعات التي يعيشها المجتمع العربي خصوصا والجزائري عموما بين حفاظه على أصالته ومواكبته الأدب العالمي المعاصر، بين تشبثه بأعرافه ورفضه الهجين منها، بين حنينه المتواصل لتقاليده وبين رغبته في التخلص منها وتطوير سلوكه نحو الحرية، الليونة والتسامح، الإنسانية، الديمقراطية والمساواة، كما تحاول الكاتبة الخروج بصور أشعة للاضطهاد والكبت والغبن الأنثوي الذي قد ينتج عنه استئصالا للمرض الاجتماعي".

وعن تصنيف الأدب إلى ذكوري وأنثوي، قالت الكاتبة: "أنا أرى أن الأدب كغيره من الفنون يعبر عن حالة انسانية وعن تفاعل نفسي شعوري لاشعوري واجتماعي وهو موهبة يجب صقلها، بغض النظر عن جنس كاتبه سواء كان رجلا أو امرأة، فحين نتحدث عن الرقص على سبيل المثال كلنا نشعر أنه فن نسوي لكن نجد أن الرجال أيضا يرقصون والتمريض والتربية مهن أقرب لفطرة المرأة وبنيتها النفسية لكن الرجل دخل هذه المهن، غير أن الحاجة إلى أدب نسوي يعبر عن المرأة وقضاياها بات أكثر إلحاحا من التعبير عن قضايا الرجل، لهذا نجد حتى معظم الكتاب الرجال يقفون لمساندة المرأة وقضاياها، وبالطبع، لن يعبر أحد عن قضايا المرأة أحسن منها، وفي الواقع، الجزائر لا تقصي المرأة، فلكل مجتهد نصيب".

وأضافت تقول عن الصراعات الأدبية المتكررة "الصراعات بكل أنواعها، سواء كانت أدبية عقائدية فكرية وحتى مسلحة موجودة في كل مكان وليس في الجزائر فقط، ويرجع هذا إلى تعارض المصالح والأنانية، وهناك من يظن أن نجاحه سيبنى على أنقاض غيره، فيعمل على المحاربة والإقصاء وإخلاء الساحة، ولكن يبقى الأسلوب الحضاري دائما والمنافسة الشريفة بجودة المنتوج وليس بالإقصاء والاحتكار".

وعند تطرقها لمسألة غياب النقد في الساحة الأدبية العربية والجزائرية، أرجعت الأديبة القضية لـ "عدم وجود نظريات فلسفية نقدية ومرجعية منهجية توضح منهاج النقد وهدفه، ما أدى إلى غياب نقاد متخصصين، وبالتالي صار يمارس ويمتهن النقد كل من شاء بوعي وأمانة نقدية أو بغيرهما، وهذا يؤدي لتدخل الذاتية والإسقاطية في العمل النقدي، فكل واحد ينقاد حسب هواه وحسب ما يخدم مصالحه ويصبح النقد وسيلة إقصاء وتصفية حسابات ويصبح الناقد عدوا للكاتب لا مكملا له، فكاتب الشعر العمودي مثلا يهاجم الحر وكاتب الحر يهاجم التقليدي، وكل يحاول فرض حجج تقنع المتلقي بأفكاره وتجلب القراء لكتاباته على حساب الآخر وهذا يخلق نوعا من التعصب والمنافسة غير الشريفة والسعي للإحتكار الأدبي إن صح التعبير، ناسين أو متناسين أن مهمة النقد الأولى هي تذليل الصعاب للقارئ وتبسيط النص وتوضيح أفكاره وعبره، وبما أن النقد ليس علما دقيقا، فيصعب ضبط العملية إلا من خلال ذوق الناقد وضميره طبعا".

وأضافت تقول "إن كتاباتي تنبع من المجتمع وسلوك الأفراد، ومعتقداتهم والعنف الزوجي، بالإضافة إلى المشاكل اليومية، الفقر، النزوح الريفي، مشاكل المرأة، الخرافة والإشاعة.. وليس شرطا أن تستند الرواية إلى نظريات فلسفية، ومع ذلك فإنك تجد في تجربتي، فلسفة السعادة، الحب، التفكير المنطقي وتعارضه أحيانا مع القناعات الدينية".

وعن مظاهر الثقافة العربية بكندا، قالت الكاتبة "توجد بمونتريال مقاهي شعبية جزائرية ولبنانية، مطاعم تقدم الأكل التقليدي وتقام بها حفلات غنائية عربية، توجد مكتبات لبيع الكتب والمجلات العربية، وخصوصا ببلدية "سان لورن"، كما توجد محلات عربية لبيع الحجاب والخمار والقفطان المغربي، السجاد العربي، التحف والمصاحف ….. حتى بمكتبة بوازييه "بسان لورن" مكتبة عمومية تجد بها كتبا عربية، وتوجد سينما تعرض من حين لآخر أفلاما عربية إلى غير ذلك من الحفلات والمعارض التي تقام بالحدائق العامة من الجالية العربية، كما توجد إذاعة عربية محلية وإذاعة الشرق الأوسط، أما المساجد فمنتشرة في كل أرجاء البلاد بالإضافة إلى بعض الكنائس المارونية اللبنانية".

فريدة. س

 

من نفس القسم الثقافي