الثقافي

سعيد خطيبي: ياسمينة خضرا واحدا من الكتّاب الفرنكفونيين القلائل الذين تترجم أعمالهم باستمرار

رأى بأنه الأكثر رواجا في الأوساط الأدبية حاليا

 

رأى الكاتب سعيد خطيبي إنه من الصّعب الإمساك بتجربة ياسمينة خضرا، ووضعها في خانة واحدة، فقد تعدّدت هواجسه في السنوات الماضية، وسافرت نصوصه بين جغرافيا الشّرق والغرب، وتراكمت رواياته عاماً بعد آخر، مما يجعل منه واحدا من الكتّاب العرب الأكثر نتاجاً، وواحدا من الكتّاب الفرنكفونيين القلائل الذين تترجم أعمالهم باستمرار من الفرنسية إلى العربية، وتلاقي في كل مرة رواجا في أوساط القراء.

الكاتب والصحفي والناقد سعيد خطيبي وأثناء استعراضه للتجربة الأدبية للكاتب المثير للجدل ياسمينة خضرا قال إن أعماله "من الجزائر إلى كابول، من بغداد إلى مقديشو، من القدس إلى باريس"، تنوّعت ثيمات الرّوائي، فياسمينة خضرا يختزل نفسه عادة في تعريف مقتضب بأنه "جسر بين شرق ممزّق وغرب نرجسي"، إلا أننا نجد من خلال   الاطلاع على أعماله أن الكاتب يحفر بعمق، يزاوج بين قراءات متخيّلة للحاضر وتأويلات لما مضى، يحاول، في كل مرة، استنطاق شخصيات مختلفة، ويرسم مصائر غير متوقعة لأبطال رواياته، من عرب وغير عرب، ويبدو، في الفترة الأخيرة، أنه يملّ التكرار، فكل واحدة من رواياته تختلف عن سابقاتها."

وأشار المتحدث يقول "برأيي، يمكن تقسيم حياة ياسمينة خضرا الأدبية إلى مرحلتين: ما قبل 1997 وما بعد 1997، أي حين كان يوقع رواياته باسمه الحقيقي: محمد مولسهول، ثم مرحلة الانتقال إلى اسمه المستعار، فقبل 1997، صدرت له سبع روايات، في الجزائر (بين 1984 و1993)، اثنتان منها باسم مستعار آخر: كوميسار لوب، وظل طويلا اسما مغمورا،  .. كما أن رواياته الأولى يمكن تصنيفها في باب "القصة المطولة" فنيا وليست روايات مكتملة ـ عـلى غرار روايتي "القاهرة" و"حظوة الفينيق" ـ وقد صدرت في مرحلة شهدت صعود أسماء مهمة في الكتابة بالفرنسية، في الجزائر، يتقدّمهم رشيد بوجدرة، وكتب  محمد مولسهول موريتوري التي صدرت عام 1997، واقتبست لاحقا سينمائيا، ليكتشف جمهور القراء ومعهم النقاد هذا الروائي الذي سيصير لاحقا من أهم الكتاب في الجزائر وفي الفضاء الفرنكفوني، ومن أكثر الأسماء مبيعا، وحضورا وإثارة للجدل، فبدءا من 1997،  يستمر في الكتابة والنشر سنويا بشكل منتظم مع دار نشر واحدة ارتبط بعقد مطول معها: منشورات "جوليار" بباريس."

وقال خطيبي إن خضرا، في رواياته "موريتوري"، "خريف الأوهام" و"بم تحلم الذئاب؟" مثلا، لعب دورا مزدوجا: شاهدا على الأحداث وساردا لها، وبعد عام 2000، شرعت كتابات ياسمينة خضرا في التجوال في مناطق العالم الأخرى، راح يكتب عما يحصل في أفغانستان، عن الصّراع العربي -الصهيوني، عن اختطاف السّفن في سواحل الصّومال، ووصل أخيرا في روايته الجديدة "الربّ لا يعيش في هافانا" (2016) إلى كوبا، دون أن يغفل، من حين إلى آخر، عن مساءلة الماضي، خصوصا التاريخ الكولونيالي في الجزائر، مع رواية "فضل الليل على النّهار"(2008) نموذجاً."

ونوه، الناقد إلى أن "من الممكن أن نختلف مع ياسمينة خضرا، كشخص بسبب "مزاجيته"، ومع نصه، لكن سنتفق على أهمية أن نقرأ له، باعتباره صوتا مختلفا، لعربي قادم من القاع، من صحراء الجزائر، استطاع أن يحكي عن الإنسان في حالاته المختلفة، والأهم أنه استطاع أن ينقل حكايات محلية إلى قارئ غربي، فأرقام مبيعات رواياته وترجماتها تتفوق على أرقام كتاب عرب مكرسين آخرين، أمثال أمين معلوف أو الطّاهر بنجلون."

 مريم. ع

من نفس القسم الثقافي