الوطن
أنصار الدين والتوحيد والجهاد تهاجمان طائرة استطلاع فرنسية في غاو
فرنسا تستطلع القوة العسكرية للجماعات المسلحة في شمال مالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 جولية 2012
أفادت مصادر مطلعة من شمال مالي نقلا عن مقربين من حركتي التوحيد والجهاد وأنصار الدين، أن الحركتين هاجمتا طائرة فرنسية كانت تحلق في سماء غاو بشمال مالي، وقد تعرضت لإطلاق نار فلاذت بالفرار، وأشارت المصادر بأن الطائرة انطلقت من إحدى القواعد العسكرية يرجح أنها في النيجر، وهو ما يشير أنها كانت تقوم بعملية استطلاع عن حجم قوة هذه الحركات المسلحة من حيث العدة والعتاد، تحضيرا للتدخل العسكري الوشيك على المنطقة.
وذكرت مصادر "الرائد" التي اتصلت بمقربين من حركة "التوحيد والجهاد" التي ماتزال تحتجز قنصل الجزائر وثلاثة من معاونيه، بأن الطائرة التي قال عناصر الحركة بأنها فرنسية، كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق منطقة غاو، التي يتمركز بها معظم عناصر الجماعات المسلحة للقاعدة وحركتي أنصار الدين، والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وقالت الأخبار الواردة من غاو، إن قوات تابعة لحركتي التوحيد والجهاد وحركة أنصار الدين أطلقتا النار بعد مشاهدة طائرة اشتبه أنها كانت تقوم بعملية تجسس لصالح فرنسا، ولم تتعرض الطائرة لأضرار، مما ساعدها على الفرار من ضربات مضادات الطائرات المنتشرة على أطراف المدينة، وهذا التصدي لهذه العملية التي رجح أن تكون لصالح الاستخبارات الفرنسية بهدف جمع المعلومات عن حجم التسلح الموجود على الأرض بشمال مالي وكذا نوعيته وعدد الأفراد المسلحين المنتشرين في أرجاء غاو وتمبكتو وكيدال، وهي المدن التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، أبرزهم قاعدة المغرب الإسلامي، وحسب متتبعين موريتانيين لما يحدث في شمال مالي، فإن فرنسا تريد أن تدرس الأرضية جيدا قبل مباشرة أية عملية عسكرية.
ومعروف عن شمالي مالي منذ انسحاب القوات النظامية المالية، أنها أصبحت تضم عددا معتبرا من أفراد الجماعات "الجهادية" التي تنتمي وتتحرك كلها ضمن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفروعها في الصحراء، كما أنها تسيطر على كميات هائلة من الأسلحة بما فيها تلك المضادة للصواريخ والطائرات، خاصة بعد تسرب السلاح فور اندلاع الحرب في ليبيا وسقوط القذافي على يد الناتو. وفي هذا الصدد، أوردت وسائل إعلام موريتانية أمس، بأن القاعدة وبعض الجماعات القريبة منها باتت تمتلك أسلحة مضادة للطيران العسكرى، وأنها ستدافع عن تواجدها بإقليم أزواد وحقها في تطبيق الشريعة، إذا هوجمت من قبل بعض القوات الإفريقية المدعومة من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
هذا ولم يصدر أي رد فعل من طرف السلطات الرسمية في فرنسا، مما يثير الشكوك بأن الطائرة فعلا فرنسية، وأنها حلّقت من قاعدة جوية بالنيجر حسب ما قالته مصادر نقلا عن مقاتلين تابعين لحركة التوحيد والجهاد.
مصطفى.ح