الثقافي
المخرج الفلسطيني نصري حجاج: أحمد دحبور كان يصحح أخطاء درويش اللغوية !!
قال بأن الراحل كان يستأنس برأيه في اللغة والمبنى قبل نشر قصائده
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 جولية 2016
اعترف المخرج الفلسطيني نصري حجاج والذي أخرج فيلم "وقال الشاعر" عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والذي عمل في الدائرة الثقافية في منظمة التحرير الفلسطينية في تونس تحت إدارة الشاعر أحمد دحبور، أن أحمد دحبور الذي يرقد الآن في مستشفى هداسا بالقدس كان يصحح أخطاء محمود درويش اللغوية، وكان حجاج قد اتهم المترجم التونسي محمد بن صالح بأنه سرق جملة درويش "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" في ترجمته لديوان نيتشه، وزجها في ترجمة جملة نيشتة التي أوردها حجاج بالألمانية والانجليزية مما حدا بمحمد بن صالح للغضب من هذه التهمة.
وتمنى حجاج الذي كان قريباً من دحبور لو أن أحمد دحبور كتب الرواية بدل الشعر رغم قوله إن أحمد دحبور الذي كتب أغاني فرقة العاشقين كان ومنذ "حكاية الولد الفلسطيني" قد لفت الشعراء والنقاد لموهبته ورسّخ مكانته في المشهد الشعربي العربي.
وأحمد دحبور فصيح اللغة، عليم بخباياها ومفاتيحها، على الرغم من مستوى تعليمه الأكاديمي المتواضع، لكنه استطاع أن يبني لغته بجهدٍ ذاتيٍّ ونهم بالقراءة لكل ما وقع تحت بصره في شؤون الأدب الروائي والشعري والمسرحي والنقد والسينما والتشكيل والفلسفة، مضيفا بأنه مثقف كبير في مختلف المعارف الفكرية، ومرجعية لغوية وثقافية وتاريخية. يعرف كثيراً، ويقرأ كثيراً، ويكتب في كل الحقول. وليس من المبالغة القول – يضيف المتحدث - إن دحبور الأفصح بين الشعراء الفلسطينيين، حتى أن محمود درويش كان يقرأ له قصائده قبل نشرها، ويستأنس برأيه في اللغة والمبنى، وأذكر أنه صحّح لدرويش مفردةً كان الراحل كتبهاً خطأً. وعلى الرغم من عدم إلمامه بأي لغةٍ أجنبيةٍ، كان على معرفةٍ بكل الأدب العالمي المترجم إلى العربية).
وكتب حجاج أيضاً في المقالة نفسها والتي نشرت بعنوان "ضحكة أحمد دحبور": كتب أحمد دحبور، إلى جانب الشعر عالمه المفضل، النقد الأدبي والمسرحي والسينمائي، كما كتب الأغاني لفرقة العاشقين الفلسطينية، وشارك في إدارتها. كما كتب مسلسل "عز الدين القسّام" التلفزيوني الذي أخرجه هيثم حقي. كان شغوفاً بالصورة والسينما، وقد يكون شغفه هذا دفعه إلى مغامرة فاشلة بقبول الدور الرئيس في فيلم روائي قصير "الناطور"، أنتجته دائرة الثقافة في منظمة التحرير عام 1988 في تونس، من إخراج العراقي محمد توفيق، عن قصةٍ لأكرم هنية. لم تكن هذه التجربة لتتكرّر، على الرغم من وسامته الواضحة، القريبة من وسامة الراحل غسان كنفاني. لكن، أن تكون شاعراً جيداً لا يجعلك، بالضرورة، ممثلاً جيداً.