الثقافي

" التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي.. عقبات المقرّطة وسياقات الانتقال"

يسلط الضوء على موضوع الديمقراطية في البيئات العربية المعاصرة وتحدياتها

 

صدر مؤخراً للكاتب حسام كصّاي كتابه الجديد الذي حمل العنوان: (التحوّل الديمقراطي في الوطن العربي: عقبات المقرّطة وسياقات الانتقال)؛ عن دار المجتمع العربي الأردن، وهو الإصدار الجديد للكاتب لهذا العام الذي خصص صفحاته لموضوع الديمقراطية في البيئات العربية المعاصرة وتحدياتها.

يعتقد الكاتب حسام كصاي أنهُ بدأت موجة “مقرطة” الحياة تجتاح العالم بين منتصف السبعينيات وأوائل التسعينيات حيث ظهرت في جنوب أوروبا وأمريكا اللاتينية, ولامست أجزاءً من شرق وجنوب شرقي آسيا وإفريقيا, واجتاحت أوروبا الشرقية والإتحاد السوفيتي, وبيد إن الموجة قد أهملت الشرق الأوسط، إذ بقيت منطقة الشرق الأوسط أسيرة الدكترة أو الهيمنة العائلية للنخب المحلية الأفقية القابضة على ثروات وإرادات وواردات الدول والشعوب هناك, ولم يتسنى لها الخروج من بوابات الإستبداد, حتى اللحظة, وغياب أي جدوى حقيقة لتوّطين الدَّيمقراطية في الوطن العربي بشكل فعلي, لأسباب قد نجهْلها أو قد نتجاهلها, وفشل كل مشاريع التحوّل الديمقراطي, وإنسداد الأفاق والأجواء المساعدة للتحول في الدولة العربية, التي ظلت هي الاخرى أسيرة الماضوية والإسلوب الكلاسيكي القديم لإدارة الدولة, فما زال الطابع الإمبراطوري هو المهيمن على أكثر مضامين وجوهر الدول العربية التي حاولت أن تُجمْل دكتاتورياتها بعمليات تَجْميل فاشلة, من صبغ وتلميع وجه النظم الإستبدادية وإلباسها زّي وثوب ديمقراطي كاذب.

وأنْ العالم العربي باعتبارة جزء من كُل شرق أوسطي كبير كان هو الاخر _ بل ربما هو المقصود الأول من عدم المقرطة _ خارج موجة التحوّل الديمقراطي وقتئذ, ربما بسبب الثروة النفطية الهائلة التي يمتلكها, أو الحضور القوي للقضية الفلسطية على طاولة النقاش الأوروبي خصوصاً بعد تقارب المصلحة الصهيونية _ الغرب إستعمارية, الذين وحدتهم مشاريع الهيمنة على ثروات العالم العربي, وضرورة البحث عمن يؤمن مصالحهم ولا يتم ذلك إلا بتقديم المزيد من الدعم للنظم السياسية العربية الإستبدادية الحاكمة.

إذ تعد الديمقراطية واحدة من الإشكاليات والسجالات التي فتحت أفاقاً جديدة وجدلاً عقيماً, إزاءها وتوطينها, بل إنها أصبحت شغل شاغل الكثير من الباحثين والمفكرين والمختصين بالقضايا الفكرية والسياسية العربية, ومنها تطلب إعادة تفكيك مفهومها, وخطابها, وتجريدها من قدّامْتها, لأن الديمقراطية بتعبير الدكتور برهان غليون: يجب ألا تبقى حبيسة لنموذج تاريخي نشأ في إطار جغرافي وثقافي مُعين وان ما يلزمها هو كسر حاجز تلك القدامْة والنظرة التقليدية البليدة للمفاهيم والمواضيع الفكرية والسياسية, وكان لزاماً علينا أن نبحث في قراءة الديمقراطية قراءة مُسهْبة ودقيقة ومُفصّلة لرفع اللغط الحاصل فيها, ومحاولة توطينها, وإنتقالها إلى الحقل العربي الإسلامي وفق السياقات العملية والقواعد الصحيحة.

ومن إشكاليات الدراسة أو المشكلة التي تريد ان تطرح حلول وأفق لعلاجها, فإن هذه الدراسة تطرح أسئلة من قبيل: لماذا لم تتحقق الديمقراطية في العالم العربي, وما هي أزمتها الحقيقية, وما هي أسباب وعوائق التحوّل الديمقراطي عند العرب, وما هي شروط الإنتقال الديمقراطي, وما هي آليات ذلك الإنتقال, وكيف تتحق تلك العملية.

الوكالات

من نفس القسم الثقافي