الوطن

الناجحون في البكالوريا يتذمّرون من محدودية الخيارات العلميّة

بعد أسبوع من بداية التسجيلات الأوّليّة عبر الموقع الإلكتروني

 

يشتكي معظم الحاصلين الجدد على شهادة البكالوريا لهذا العام بمختلف تخصّصاتهم من محدوديّة الخيارات العلمية المُتاحة لهم، هذا بعد مرور أسبوع على التّسجيلات الأوّلية عبر الرابط الالكتروني وذلك على مستوى جميع ولايات الوطن، حيث أبدى هؤلاء تذمّرهم من عدم نجاعة الخيارات والحظوظ المسموحة لهم من أجل الالتحاق بالجامعة ومزاولة دراستهم العليا، حيث ورغم حصول أغلبية الطلبة على معدّلات تفوق الـ11 من العشرين، إلاّ أنّ حظوظهم أقلّ بكثير ممن نجح بمعدّل لم يتجاوز الـ10 نقاط، ففي ذات السياق عبّرت إحدى الطالبات الناجحات في دورة هذا العام من امتحان البكالوريا وهي من تخصص لغات أجنبية قائلة بأنّها ضائعة أمام محدودية الخيارات المبرمجة لها حسب معدّلها القريب من الجيّد، حيث استعصى عليها تحديد خياراتها العشرة الأوّلية، وذلك بسبب عدم صلاحيّة جميع حظوظها من ذات الخيارات، كما أنّها وجدت نفسها مُجبرة على تعبئة استمارة الخيارات العشرة بمواد علميّة بعيدة كُلّ البُعد عن طموحاتها المستقبلية ومُؤَهّلاتها العلمية، على غرار إدراج مادة الرياضة البدنيّة وفنون الدراما والموسيقى فيها، ليُثمّن باقي زملائها في الدرب الدراسي كلامها معتبرين وزارة التربية والتعليم جهازا مجحفا قد حصرهم في

 الزاوية وحرمهم من أبسط حقوقهم المتمثّلة وحسبهم في مواصلة مشوارهم التعليمي حسب رغباتهم، إذ أشاروا في سياق ذي صلة إلى الخلل الفادح الذي حصل في عملية توزيع المواد العلمية مؤثّرة بذلك على معنويّاتهم وميولاتهم المستقبلية. في حين استحسن ناجحو شعبة الآداب والفلسفة بذات المنطقة عمليّة تسجيلهم الأوّلية والتي جرت بحسبهم في أحسن الظروف، فكيف لا وأنّ قوائم حظوظهم من الخيارات تكاد تكون الأكثر فاعلية مقارنة بالشعب الأخرى، حيث تمّ إدراجهم بلغات أجنبية هم في غنى عنها استنادا إلى تخصصهم في الآداب على غرار المدارس العليا المتخصّصة في التدريس وتكوين الأساتذة والكائن مقرّها بالعاصمة، وفي سياق آخر اشتكى طلبة العلوم الطبيعية والتجريبية بمختلف تخصصاتها من الارتفاع الهائل في معدّلات التسجيل على مستوى كلّيات الطب والصيدلة وحتّى الهندسة، إذ أنّ معظم الناجحين في هذه الشعب كانوا يأملون الالتحاق بذات الفروع العلمية باعتبارها تجسّد ميولاتهم العلمية ومشاريعهم المهنيّة، قبل أن يجد هؤلاء أنفسهم في دوامة من الخيارات غير المُرضية والمحدودة المجال. هكذا تحوّلت فرحة النجاح في "الباك" إلى ارتباك نفسي وحسرة ذاتية لدى الناجحين الجدد وسط ضيق الخيارات، وعدم سعي الوزارة الوصية

 إلى حلّ وسط يُرضي أغلبية الطلبة، سيما وأنّ معظم من يزاولون دراستهم الجامعية في موادٍ غير تخصّصاتهم وقدراتهم العلمية يتأثّرون بشكل سلبي على مستوى رصيدهم المعرفي من جهة وعلى مردودية البحث العلمي بشكل عام في البلد، ناهيك عن تسبب الأمر في التسرّب المدرسي وكذا التوجّه نحو الخارج من أجل البحث عن أكبر عدد ممكن من فرص النجاح. 

صونية. ع

 

من نفس القسم الوطن