الثقافي

الأعرج: الشرعية الإنسانية دفعتني لكتابة روايات عن فلسطين

أكد على أن القدس كانت مشروع عمل روائي ضخم يحضر له

 

خلال تنشيطه لندوة أدبية حول" القدس في الرواية العربية "، أكد أن الشرعية الإنسانية هي التي دفعته الى الخوض بأفكاره لكتابة روايات عن فلسطين أولها روايته «رماد الشرق» والثانية رواية «سوناتا لأشباح القدس» التي يبرز من خلالها صورة فلسطين.

وأوضح الأعرج الذي حل ضيفا على فلسطين لثاني مرة للمشاركة في نشاطات معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، وذلك من خلال تنشيطه لندوة برام الله عنوانها «القدس في الرواية العربية» وكذا توقيعه لرواية«حكاية العربي الأخير» الطبعة الفلسطينية  أمام المئات من متابعيه ومحبي أعماله الأدبية الذي غاص بأفكاره وحبه العميق لفلسطين التجول في أوراق روايته «سوناتا لأشباح القدس» التي قال عنها «هذه الرواية لها حميمية خاصة، فقد كتبتها قبل أن أزور فلسطين وأتعرف على القدس، فالسرد هو ما قادني إلى القدس، فأكبر عدو لمزيل الذاكرة هو الجانب الرمزي، لأن تاريخاً بكامله سيتبعه، وكان سؤالي الأول: بأية مشروعية سأكتب عن القدس؟ فأنا لست فلسطينياً، ولم أزر القدس، ولا أعرفها».

وأشار المتحدث في سياق متصل «لكن الشرعية الإنسانية غلبت على كل شيء، فقد كان هناك مشروع روائي عربي تحت عنوان «العرب من سايكس بيكو إلى اليوم»، فبدأت بالكتابة عن عائلة فلسطينية بجذور جزائرية، ورحلة هذه العائلة، فخرج العمل في 1700 صفحة، ووجدت داخل هذه الرواية التي استمرت كتابتها 4 سنوات ونصف، كمية هائلة من الوثائق تخص القدس، فاقتطعت منها ما يخص القدس ووضعتها وحدها، وبعد ذلك اكتشفت وكأنني أعرف القدس تماماً، وبدأت أصنّع حي القطانين وأرسم المداخل والمقاهي والغبار على الحجارة، فأصبحت فعلاً أعرف المدينة، لأنني جزء من القدس، وعندما حضرت إلى القدس اكتشفت أن المدينة هي كما تصورت تماماً بتفاصيلها، وكان هذا الجانب الأساسي الذي دفعني لكتابة الرواية».

وبالعودة إلى روايته الموسومة بـ «سوناتا لأشباح القدس» فهي في نظر النقاد نصا سرديا يُعانق التاريخ ويحكي الأمكنة ويُدمج الوثائق وأرقام الزمن الذي كان، مثلما يُدمج نصوص كتب الأديان السماوية، فهو يسرد الأمثال والأغاني والأساطير… إنه إعمال لفعل السرد الذي لا حدود له ولا حواجز تكبح تأثيره وتعترض سلطته، في رواية تختزل رحلة عائلة فلسطينية مهجّرة من وطنها الضائع، بفعل الاحتلال الصهيوني، إنها رحلة «مي» الفنانة التشكيلية، التي غادرت مدينتها « القدس» مدينة طفولتها الأولى، غادرت وهي بنت الثماني سنوات لا تحمل معها إلا ذكريات طفولية ترافقها في حياتها، إلى وطن بديل، (أمريكا) أعطاها حرية شخصية وسرق منها وطنا، لم تجد وهي تعاني من سرطان مزمن مثل سرطان المكان الذي التهم وطنها، سوى رسم لوحات زيتية لحفظ ذاكرتها من النسيان، ومدينتها من الضياع، لتبقى القدس أمامها ولو على لوحة معلقة، كما بقيت فراشات حاراتها في ذاكرتها، لتُخلّد ذكراها كما خلّدها ابنها في لحن موسيقي سوناتي، وكما أوصت أن تُخلّد في القدس وفلسطين رمادا يختلط بتربة أرضها، بعد حرق جثتها بعد وفاتها.

حلم العودة إلى الوطن المحترق والمسلوب، وقيم السلام الضائع بفعل أسطورة دينية، هو السرد عندما يستلهم من حياتنا ما يريد، كيف يريد، ليقول ما يريد… « لكن رمادي إذا وُضع في أمكنته الحقيقية، سيتسرب في قلب النباتات، والزهور وألوان الفراشات، وسأظل حية في تغريدة العصفورة، كما تحكي لي أمي، وفي شقائق وردة العشاق، وفي نسغ النباتات، نحن لا نموت عندما نختار موتنا». لا سبيل إلى الوطن إلا رمادا يختلط برماده، لا وجود لوطن بديل، الوطن في الرواية حلم مزمن، والمنفى معاناة دائمة، والعودة مشروع حياة جديدة، وميراث الأجيال كما «يوبا» ابنها، حكايات ومفاتيح منازل ربما لم تعد موجودة ولكنها مفاتيح للبقاء وللعودة.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي