الوطن

مكتب الأرندي يضع خارطة طريق "صيف الشك"

يلتئم اليوم في آخر اجتماع عادي له قبل الدخول في عطلة

 

 

فرضت أحداث ساحة التجمع الوطني الديمقراطي التي تحركها "التقويمية" على وضع خطة صيفية لمواجهة كل طارئ وترسيم خارطة طريقها في اجتماع مكتبه السياسي اليوم الأربعاء في المقر الوطني للحزب. ويتسابق إطارات الحزب مع الزمن لمحاصرة بقايا القلاع التي لم تخترقها "مخالب" تنسيقية إعادة الحزب إلى مناضليه كما يحلو لنفسها تسمية مسعاها. 

وكشفت مصادر من التجمع لـ"الرائد" أن أويحيى منع مسؤولي حزبه في الولايات من الذهاب في عطلة والخلود للراحة دون أخذ احتياطات زائدة وأمره باستنفار المكاتب الولائية تحسبا لكل طارئ في مقابل تحرك لجنة تنسيق الحركة التقويمية التي يقودها رئيس بلدية الجزائر الوسطى، الطيب زيتوني، وعضو المكتب الوطني سابقا نورية حفصي التي تتحرك بين أرجاء الوطن لشحذ أكبر عدد ممكن من الدعم على مستوى القواعد لتنصيب مجلس وطني ومكاتب ولائية موازية. 

إلى ذلك يضاف قرار إلغاء الجامعة الصيفية للعام السادس على التوالي لتمكين الأمناء الوطنيين من التفرغ لحماية مكاتب الحزب والتصدي لعملية الاستقطاب التي تنشطها التقويمية منذ مارس الماضي. واستبدلت الجامعة الصيفية بسلسلة ندوات محلية تليها ندوات جهوية لفتح نقاش قاعدي حول إنجازات الحزب ومكاسبه السياسية والتنظيمية كثاني قوة سياسية على الساحة، يحضرها الأمين العام للتجمع الوطني أو أمناء وطنيون من المكتب السياسي. 

ندوات تعد بمثابة منابر لامتصاص غضب القاعدة عن طريق منحها حرية التعبير وتلهيتها في شكل تعبئة لغاية الدخول الاجتماعي الذي يعد المنعرج الأخير في وجه اجتماع المجلس الوطني القادم المخصص لوضع آخر اللمسات على قوائم الانتخابات المحلية على ضوء التقارير الصيفية ونشاط كل مناضل خلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها حزب الوزير الأول أحمد أويحيى.

واعتبارا لجدول أعمال ضيق فإن المكتب السياسي سينكب على دراسة واقع الحال في صفوف الحزب عبر 48 ولاية وفي المهجر إضافة إلى صياغة التوجيهات اللازمة المفترض تنفيذها خلال صيف "الحذر والترقب" في صفوف التجمع.

كما ينتظر حسب محدثنا البدء في تحضير كيفية إبطال مفعول التقويمية التي أرهقت قوى الحزب في استحقاق ماي الفارط وعقدت القيادة التي لم تعد إخفاء التململ والتذمر الملحوظين في صفوفه ومواصلة التعتيم عليهما بـعنوان "الحزب أكثر استقرارا". استقرار يخضع لمنطق الولاء للأمين العام وكبار معاونيه والخوف من الوزير الأول صاحب اليد الطولى في الجهاز التنفيذي أكثر منه استقرار مبني على الانضباط والالتزام والوفاء للحزب بدل الأشخاص.

وجاءت التقويمية لتكسير جدار الخوف الجاثم على صدور الكثير من المناضلين المهمشين والغاضبين من المقصيين من الاستفادة من مغانم التجمع ومناصب المسؤوليات التي لزمت أسماء بعينها وبقيت حكرا على فئة دون أخرى طيلة السنوات السمان محليا أو وطنيا. 

وتشير أخبار أنه تم رصد اتصالات سرية وغير مباشرة مع قيادة التقويمية والتفاوض حول مطالبها إلا أن مصادر الرائد بقيت شحيحة في تسريب معلومات حول هذا اللقاء الذي جرى بإحدى الولايات الغربية. إلا أن محاولة فبركة مؤتمر استثنائي لمنظمة النساء الجزائريات للإطاحة بأمينته العامة نورية حفصي نسفت بمسعى التقارب والمصالحة مع التقويمية التي تزيد رقعتها في الاتساع والتصلب. 

طارق مروان 

 

من نفس القسم الوطن