الوطن

غول يستقطب أهم قيادات حمس وميلاد حزبه محسوم

استمرار السجال مع مجلس الشورى الرافض للمشاركة في السلطة

 

 

بعد التشريعيات الأخيرة، ظهر ببيت حركة حمس سجال بشكل المشاركة في الحكومة من عدمه، وما تبعها من تجاذبات بين اطراف في حركة حمس بين مؤيد للبقاء كشريك للسلطة، وآخر رافض لفكرة التحالف والمشاركة في الحكومة يمثله اعضاء من مجلس الشورى، وبين هذا وذاك، ظهر سجال كرس فكرة الانقسام وبلور لدى الجناح الاول مشروع الخروج عن الحركة وتأسيس حزب جديد، تحت مبررات أن قرار الانسحاب من الحكومة من صلاحيات المؤتمر وليس مجلس الشورى، بينما اصر هذا الاخير في توجهه.

وقد استمر هذا التنازع بداخل حمس حتى بعد تنصيب البرلمان الجديد وهياكله، وزاد قرار مجلس الشورى بعدم المشاركة في لجان الغرفة السفلى، من تباعد وجهات النظر بين طرفي النزاع ومكن تيار المشاركة في الحكومة من بلورة رؤيته بأن وجوده خارج الحزب أفضل من داخله، خاصة وأن تصريحات سابقة لقيادات الحركة على غرار عبد الرزاق مقري وأبو جرة سلطاني التي كانت تصب في خانة التشكيك في مسار الحكومة ورئيس الدولة، وكلها مؤشرات دفعت ببروز تيار آخر يبحث كيفية التعامل مع الظاهرة الجديدة في حمس، حيث بلور وزير الاشغال العمومية المنتهية مهامه، عمار غول، فكرة انشاء حزب سياسي، في وقت لم يبد الطرف الآخر تراجعا في مواقفه الرافضة للبقاء شريكا للسلطة والتحالف الرئاسي.

وتفيد الأخبار الواردة من محيط هذا التيار، أن الوزير الأسبق عمار غول قد تمكن من استقطاب قيادات جهوية خاصة من الغرب الجزائري، ابرزهم القيادي الحاج حمو مغارية، والمعروف بدعمه لغول دعما كاملا، يضاف الى هذا، استقطاب عمار غول لعدة مكاتب جهوية وهياكل تابعة لحمس في ولايات كوهران، والشلف وعين الدفلى، وصولا الى ولاية المدية وحتى البليدة، والأهم في كل هذا، أن مشروع غول السياسي استقطب قيادات العاصمة، وحتى من المكتب الوطني للحركة، فالذين يؤيدونه يقارب عددهم العشرة أعضاء، وهناك ايضا اعضاء من مجلس الشورى يؤيدون المشروع. وفي سياق متصل، تشير مصادر مقربة من محيط هذا التيار، أن ترتيبات الإعلان عن الحزب قد بدأت بشكل فعلي، كما يتوقع في هذا الجانب، أن يعلن كل من المكتب الولائي بوهران وكذا مكتب ولاية بشار، انسحابهما من الحركة، وتشير ذات المصادر، بأن الوزير استطاع أيضا ان يقنع مجموعة مهمة من القيادات داخل حمس أبرزها من تلك المؤثرة في الاطارات والمناضلين، وهو ما يؤكد من جهة أخرى، أن رئيس الحركة ابو جرة سلطاني لم يتبق له من مؤيدين إلا العدد القليل، ابرزهم من اعضاء المجلس الأعلى للشباب في بعض الولايات على غرار ولاية الوادي والمسيلة.

ومن جانب آخر، استفيد من مصادر من دوائر الحزب الجديد لعمار غول، أن اتصالات كبيرة يجريها هذا الأخير لإقناع مناضلي حمس وحتى اطراف اخرى من خارج الحركة، وفي هذا الصدد، قالت مصادرنا أنه يسعى لإقناع اطارات من قائمة الجزائر الخضراء من حركتي النهضة والإصلاح كي يكونوا معه داخل حزبه، غير أن اصحاب المشروع السياسي الجديد الخارج من رحم حمس، يريدون استقطاب اطارات اخرى يمكنها ان تقدم دعما للحزب.

وعن هوية التشكيلة السياسية الجديدة التي يريد عمار غول الدخول بها للساحة السياسة، يقول متتبعون لما يدور في كواليس الحزب، أن هذا الأخير سيكون ذو مسحة اسلامية قليلة على أن يغلب عليه التوجه الوطني، حيث يحاول مؤسسوه أن يقتدوا بالتجربة التركية بزعامة رجب طيب اردوغان الذي اوصل حزب العدالة والتنمية الى السلطة. وخلافا لهذا الرأي، ترى أطراف أخرى، بأن مشروع عمار غول السياسي يدخل في ضمن دائرة الاعداد لرئاسيات 2014، وبأن اطرافا داخل السلطة تدفع في هذا الاتجاه للاستقواء بالحزب سواء كان داعما او ترشحا.

وتشير بعض الأوساط عن العارفين بغول، أن هذا الأخير لا يمكن أن يتحرك دون ضوء أخضر من داخل السلطة، لكن هل ستكون هذه هي النهاية لهذه المجموعة داخل حمس؟ أم ستساهم في كسر الحركة في ظل ابتعادها عن فكرة تأسيسها المنبنية عن الاخوانية ذات الامتداد للإخوان المسلمين؟ 

مصطفى.ح

من نفس القسم الوطن