الوطن
زحف الحرس البلدي يشل الطريق بين البليدة و العاصمة
مسيرة على طول ستين كيلومترا لأول مرة في تاريخ الجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 جولية 2012
خرج صباح أمس أكثر من 40 ألف عون حرس بلدي من أمام المندوبية الولائية للحرس البلدي بولاية البليدة مباشرة بعد صلاة الصبح، وساروا في طابور بشري ضخم عبر الطريق السريع باتجاه العاصمة، حيث تعطلت حركة المرور وامتدت طوابير السيارات لكيلومترات عديدة، وسط تضامن شعبي مع المحتجين الذين أمدهم الموطنون بالمياه والأكل.
ونجح آلاف أعوان الحرس البلدي صباح أمس في السير في مسيرة تاريخية لم يسبق لجزائر الاستقلال أن عرفت مثيلا لها، حيث سار المحتجون على طول 60 كيلومترا مرتدين الزي العسكري الرسمي والمدني، ومشوا على حواف الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، ما تسبب في عرقلة حركة المرور، حيث قدم المحتجون من كل الولايات على حد تأكيد منسقهم الوطني حكيم شعيب الذي قال لـ "الرائد" بأن هذه المسيرة لها رمزية خاصة لأنها تأتي في خمسينية الاستقلال وأيضا لأنها المرة الأولى التي يمشي فيها محتجون بزيهم الرسمي في مسيرة على طول 60 كيلومترا.
ورغم التعب الشديد والحرارة والرطوبة التي لم ترحم المحتجين، إلا أن الإصرار والعزيمة كانت بادية على وجوه أعوان الحرس البلدي في بلوغ هدفهم وهو قصر الرئاسة بالمرادية، حيث تواجدت قوات الأمن من درك وشرطة دون أن تعترض سبيل المحتجين، واكتفى دورها على مراقبة وتأطير المسيرة.
وشهدت المسيرة تضامنا منقطع النظير من طرف المواطنين والعائلات، حيث تدفقت قارورات المياه وعلب الحلويات والخبز والمشروبات الغازية وغيرها على المحتجين، الذين رفعوا شعارات منددة بالحقرة التي طالتهم في جزائر الاستقلال. وبالمقابل صارت المغنيات والراقصات تحظين بالاحترام والتقدير وتغدق الدولة عليهم بالملايير.
وانتشرت أمس شائعة استقالة وزير الداخلية دحو ولد قابلية وسط آلاف من أعوان الحرس البلدي وفعلت فعلتها وسطهم، حيث دار حديث وسط المحتجين بأن الوزير استقال بسبب هذه المسيرة، لكن الرئيس رفضها وطالبه بتسوية الملف والنظر في مطالب المحتجين.
وكشف منسق الحرس البلدي حكيم شعيب بأنه تم تأسيس مجلس استشاري للحرس البلدي سيضم 5 ممثلين عن كل ولاية، إضافة لتنصيب فروع ولائية ستتولى مهمة الدفاع عن مطالب هذا السلك في المستقبل، مشيرا إلى أن الحرس البلدي يرفض التحاور مع الوزراء والوزير الأول ويتوجه لرئيس الجمهورية وحده بصفته القاضي الأول للبلاد.
وقد عرف الطريق السريع شلالا كليا زوال أمس في منطقة واد الكرمة قرب بئر خادم، وتوقفت الحركة فيه عبر الاتجاهين، خاصة بعد أن سمع المحتجون بأن قوات مكافحة الشغب تترصدهم في مدخل بلدية بئر مراد رايس وتحديدا في منطقة لاكوت.