الثقافي

بوتفليقة يدعو إلى الخروج بالثقافة من طور الإستهلاك إلى طور الإبداع والإنتاج

نوه بنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية

 

  • الدعوة إلى التمعن في المسيرة النضالية للشيخ عبد الحميد بن باديس
 
دعا رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة، إلى الخروج بالمعرفة والثقافة من طور الإستهلاك إلى طور الإبداع والإنتاج لكي تسهما في التنمية الاقتصادية، و في رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل قرأها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي, من عاصمة الجسور المعلقة أمس أول، "إنه من حق الجزائريات والجزائريين, بل, ومن واجبهم, أن يعتزوا بكون دستور بلادهم قد كرس الحق في التحصيل المعرفي بأن جعله حقا مضمونا يتساوى فيه ابناء الشعب كلهم", داعيا إلى العمل "الآن أكثر من أي وقت مضى, على الخروج بالمعرفة والثقافة من طور الإستهلاك إلى طور الإبداع والإنتاج لكي تسهما في التنمية الإقتصادية"، و تابع مؤكدا أنه "من شأن تجسيد حق المواطن والمواطنة في التحصيل المعرفي أن يدفعنا دفعا قويا في اتجاه الإضطلاع بمسؤوليتنا المتمثلة في وقاية المجتمع الجزائري من إنتاج ثقافة كراهية الغير, وثقافة زرع الرعب وثقافة التزمت, وثقافة الموت, وتحصينه من أخطارها".
و شدد رئيس الجمهورية على أن الثقافة "ليست منتجا رسميا ولا صناعة مؤسسة بعينها, إنما هي نتاج دينامية اجتماعية جماعية تبدأ بالتعليم في المؤسسات التربوية, عبر مختلف الأطوار, لتبلغ مؤسسات البحث العلمي والإبتكار المتجدد, مع ضرورة أن يتساوق معها الشارع والمؤسسات الدينية, ودور الشباب, ودور الثقافة والمسارح, والسينما, والتلفزيون, ووسائل الإعلام, وغيرها من المرافق الثقافية والإجتماعية الحيوية".
وأضاف في نفس السياق قائلا "ليس هناك شك في أن الثقافة سلوك اجتماعي إنساني دائم التجدد, وينطلق أساسا من الفرد ليصبح منتجا اجتماعيا مشتركا بين كل الأفراد, يتعارفون من خلال هذا المصطلح على القيم والمبادئ التي ترتقي بالمجتمع, باعتماد الفن والأدب والفكر والعلم بغية بناء منظومة ثقافية قائمة على الهوية الوطنية الواحدة بمختلف ابعادها"، و إعتبر المتحدث أن "الثقافة المجدية هي الدرع الذي يقي شبابنا من التطرف, هاته الآفة المقيتة التي تنتقل, من بلد إلى آخر, ومن زمن إلى زمن", مؤكدا عزم الجزائر على محاربة هذا التطرف باستخدام سلاح المعرفة والتنوير للقضاء على أسبابه ومكوناته.
 
تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 كانت ناجحة
وفي هذا الصدد نوه رئيس الجمهورية, بنجاح تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية", مشيرا إلى أن عاصمة الشرق الجزائري كانت على مدار عام كامل "فضاء تعارف و تفاعل إلتقت فيه صفوة من النخب العربية من المشرق إلى المغرب"، وأوضح أن هذه التظاهرة جعلت من قسنطينة عاصمة للبلدان العربية قاطبة, مضيفا أنها كانت, على مدى عام كامل, "فضاء تعارف وتفاعل, التقت فيه صفوة من النخب العربية, من المشرق والمغرب".
وأضاف الرئيس يؤكد على أن هذه النخب تبادلت فنونا من المعرفة والثقافة, "تجلى ما فيها من سعة وتنوع وثراء, وعمقت الصلة والإنتماء الطبيعي بين الإنسان الجزائري وأشقائه, في الفضاء الأوسع الممتد في كلتا القارتين إفريقيا وآسيا"، و تابع الرئيس قائلا: "ولئن كانت السنة حافلة بالعطاء الثقافي فإن الفضل في ذلك يعود إلى جميع من ساهم في إنجاحها من رجال ونساء, نشطوا و أثروا بأعمالهم وعطاءاتهم فعالياتها, فكانوا بذلك أهلا للإكبار والتقدير".
 
الدعوة إلى التمعن في المسيرة النضالية للشيخ عبد الحميد بن باديس
على صعيد آخر دعا رئيس الجمهورية, إلى التمعن في المسيرة النضالية لرائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس, مذكرا بجهوده في مواجهة مخططات الإستعمار الفرنسي لمسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري.
وأوضح أن "قسنطينة, على غرار المدن الجزائرية الأخرى, تحتفي اليوم بالذكرى السادسة والسبعين لرحيل رائد الحركة الإصلاحية الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس", مضيفا أن الشعب الجزائري برمته "يستعيد صورة ذلكم العلم الفذ في تاريخنا الحديث. ومن ثم, يحتفل بيوم العلم الذي صار موعدا سنويا نقف فيه على ما قطعناه من أشواط على نهج إمامنا عبد الحميد بن باديس (رحمه الله)"، و أوضح أن "الغاية من هذا الإحتفال بيوم العلم, كل سنة, لا تتوقف عند استذكار هذا الرائد القدوة ورفاقه الأجلاء الذين نذروا حياتهم لخدمة وطنهم الجزائر حين جعلوا من نشر العلم والمعرفة, النافعة في الدنيا والآخرة, وسيلة للتحرر الفكري الذي بدونه ما كان في استطاعة الإنسان الجزائري أن يقوى على التخلص من نير الإستعمار".
و ذكر رئيس الجمهورية أن جهود الشيخ عبد الحميد بن باديس وصحبه في جمعية العلماء المسلمين إنصبت "على مواجهة مخططات الإستعمار الساعية إلى مسخ الشخصية الوطنية ومحو مقومات هوية الشعب الجزائري التي مكنته من المحافظة على قيمه الأصيلة وإعادة بناء كيانه الوطني وترسيخه حتى وقف شامخ الهامة بين شعوب العالم".
وأبرز الرئيس بوتفليقة أنه "من هذه الأرضية الصلبة, عرف عبد الحميد بن باديس كيف يدافع عن اللغة العربية والثقافة الجزائرية, مدركا في الوقت نفسه وبرؤية ثاقبة, التزاوج الطبيعي القائم بين البعد الأمازيغي للشعب الجزائري وبعده العربي الإسلامي", مضيفا أنه من "إيماءاته التي كان يشير بها إلى الجانب الأمازيغي من حيث هو عنصر أساسي في هويتنا الوطنية, كان يوقع مقالاته الصادرة في مجلة الشهاب +ابن باديس الصنهاجي+".
و تابع قائلا: "نحن حين نستذكر, في يوم العلم, مناقب الإمام عبد الحميد بن باديس وسيرته وحياته التي نذرها لخدمة العلم والتنوير ونشرها والنضال من أجل القضية الوطنية, لا يسعنا إلا أن نعمل الفكر في جميع ما أنجزه, مع رفاقه, في مضمار التربية والتعليم, وفي تخليص الممارسة الدينية من شوائب الدجل والبدع والشعوذة, وفي السياسة والإجتماع وفي الصحافة والإعلام على الرغم من سطوة المستعمر الفرنسي ومحاولاته اليائسة لإخماد كل صوت حر".
بهذه المناسبة, أعرب الرئيس بوتفليقة عن "عرفان الشعب الجزائري قاطبة, وعن عظيم امتنانه وإكباره, لكل الرجال والنساء, على اختلاف أجيالهم, الذين ساهموا, قبل تحرير بلادنا وبعده, في استعادة حق الإنسان الجزائري في نور العلم, ونعمة المعرفة من خلال مساهمتهم القيمة الجليلة في بناء صرح المنظومة التعليمية الوطنية بمختلف قطاعاتها وبنائها"، كما أعرب عن حرص الدولة الثابت على "الإعتناء الدائم بتحسين ظروف جميع الذين يضطلعون بالوظيفة التعليمية النبيلة بكافة أسلاكها واختصاصاتها, وعلى تمكينهم جميعا من كل الوسائل اللازمة لمواصلة جهودهم في أداء رسالتهم الشريفة التي لا غنى عنها لتنمية بلادنا وتطويرها".
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي