الوطن

ماذا يُحضر إطارات الحزب المنزعجون للدخول الاجتماعي؟

هل حان طور الاستثناء في جبهة القوى الاشتراكية

اجتمعت كوكبة من إطارات جبهة القوى الاشتراكية حول نواة قدماء القياديين في الحزب في بجاية -ثم في البويرة- حوض الأسبوع الماضي حول نقطة واحدة لجدول أعمال لقاء غير مسبوق يتمثل في دراسة سبل "إنقاذ الحزب" الذي يقول رجاله إنه انحرف عن خطه السياسي الأصلي. لقاء قدماء القادة المتعاقبين في الأفافاس جمع كل الأضداد حول مصير الحزب في ظل التطورات الأخيرة التي تزامنت والتحضير ثم المشاركة في استحقاقات 2012 الانتخابية.
العملية أشبه ما تكون بتقويمية داخل حزب المعارضة الذي انخرط، حسب كوادره، في منحى الانحراف عن خطه السياسي والمبادئ التي يناضل الأفافاس من أجل تكريسها. ويتقدم الاجتماع الذي استضافته فيدرالية بجاية كل من محمد إسعد، معمري جودي، كربوعة، محمد بوهادف،أحمد جداعي، أحمد خليل، كريم طابو، وهم من تولوا الريادة بين 1997 و2012.
وأمضى المشاركون في اجتماع خارج الأطر الحزبية ودون ترخيص الزعيم رسالة ضمنوها واقع حال الجبهة وما توصلت إليه في 2012 بعد دخولها البرلمان بحصاد لا يرقى لحجم الحزب ولا يعكس ثقله السياسي ورصيده التاريخي. وما زاد في غضب الموقعين على عريضة بجاية قبول القيادة الحالية زيادة ستة )6( مقاعد إضافية عند إعلان المجلس الدستوري النتائج الرسمية النهائية.
وأول من أعلن صوت الرفض لهذه الإضافة هو السكرتير الأول السابق كريم طابو الذي استبعد أسابيع قليلة فقط عن موعد الاستحقاق الانتخابي لـ10 ماي الماضي نظرا لمواقفه المتشددة تجاه مسعى المشاركة في تنفيذ أجندة السلطة. وفي مقابل ذلك استنكر المتحدث باسم الجبهة علي العسكري مثل هذا الموقف من إطار يجلس على أريكة البرلمان مع رفضه لمبدأ المشاركة.
بعدها نشبت حرب كلامية حول شرعية المقاعد المهداة بـ"غير وجه حق" لحزب القوى الاشتراكية بين السكرتير الأول عمار العسكري وسلفه كريم طابو. الأخير وإن استجاب طواعية لقرار تنحيته في التزام تام وصمت فإنه لم يستسغه جملة وتفصيلا. وراح طابو ينتقد ويلوم القيادة التي جاءت بعده في اتخاذها قرار المشاركة في التشريعيات الأخيرة أولا وعدم تقديمها الطعون لإحقاق مكاسبها ثانيا ثم قبول "هبة" المجلس الدستوري ثالثا. ثلاثية جعل منها القيادي المتنحي أوراقا تعبوية لكل المقصيين والمُبعدين من قبله، حيث نجح في جمعهم والتكتل معهم في خطوة لتحضير شيء ما هذا الصيف سيعلن عنه في الخريف القادم.
ولم تتأخر ردة فعل القيادة التي يرأسها في الداخل العسكري والمتمثلة في تعليق عضوية النائب كريم طابو وقياديين معه قبل أن تستفحل الأزمة وتطاله شخصيا بمطلب "إعادة العهدة النيابية" للحزب، ما يعني أن رفع الغطاء السياسي عن جد وارد في الأفق القريب تمهيدا لعزله عن الجبهة. وهذا ما تفطن له المعني وراح يسابق الزمن لتحضير جلسات نقاش على هامش مؤسسات الحزب. وهي خطوة تعد مؤشرا واضحا لتشكيل إجماع داخل المجلس الوطني للحزب والمطالبة بمؤتمر استثنائي قبل نهاية 2012 أو بداية 2013 على أبعد تقدير. أي عام قبل موعد الرئاسيات القادمة المقررة في أفريل 2014.
وستشهد جبهة القوى الاشتراكية حراكا كبيرا وحراكا موازٍ تحضيرا لهذا الموعد التاريخي الذي سيغيب عنه ربما ولأول مرة الزعيم الذي أثقل كاهله قلاقل الفرقاء داخل الحزب الواحد وأعياه ثقل السن الذي بلغ من العمر عتيا. ولم يعد سرا، داخل الجبهة أو خارجها، أن الزعيم أصبح يميل أكثر للانسحاب من الواجهة وتسليم المشعل لجيل الاستقلال والاحتفاظ بالرئاسة الشرفية على غرار رضا مالك وطالب الابراهيمي والمرحوم عبد الحميد مهري. فمن هو زعيم القوى الاشتراكية في الحقبة القادمة يا ترى؟
طارق.م

من نفس القسم الوطن