الوطن

المؤرخ جيل مانسيرون: لا مفر من اعتراف فرنسا بجرائمها

قال إن السلطة الجديدة في فرنسا مدعوة إلى اتخاذ مواقف واضحة من الحقبة الاستعمارية

 

 قال المؤرخ الفرنسي المتخصص في الاستعمار الفرنسي جيل ماسيرون إن إقبال فرنسا على خطوة الاعتراف بجرائمها مرحلة ضرورية لا مفر منها للمضي إلى الأمام في العلاقات بين البلدين، وهي خطوة هامة ليس للجزائر فحسب بل حتى للمجتمع الفرنسي ككل لوضع حد للنزعة الاستعمارية التي برزت من جديد بجذور نابعة من اليمين المتطرف.

واعتبر المؤرخ جيل مانسيرون انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الذي يكرس عودة الاشتراكيين وبروز اجيال جديدة يجعل عمليات التصحيح تصبح ممكنة لا محالة، وأوضح من خلال حديث أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية ان المجتمع الفرنسي كله والقوى السياسية كلها صنعها القالب الاستعماري سواء تعلق الأمر باليسار أو باليمين، إلا أنه أضاف أن الحزب الاشتراكي الراهن ليس من نفس "القالب" الموالي للاستعمار الذي يتميز به الفرع الفرنسي للاشتراكية الدولية العمالية 1905-1969.

وقال جيل مانسيرون إن الحكام الفرنسيين الجدد لم يعيشوا الحقبة الاستعمارية أو حرب الجزائر وكانوا شبابا آنذاك وهوالأمر الذي جعلهم لا ينصهرون كثيرا داخل القالب الاستعماري ويبتعدون عن هذه المرحلة من الماضي، مضيفا أن الواقع الاستعماري يتعدى أي دور قد يقوم به شخص ما أو حزب سياسي ما، وأعرب المتحدث عن تمنياته بأن يكون للحكام الجدد في إشارة إلى الرئيس الجديد فرانسوا هولاند الشجاعة وقوة البصيرة كي يتخذوا مواقف واضحة من الحقبة الاستعمارية، مرافعا من أجل اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية وخاصة جرائم 8 ماي 1945 في الجزائر.

 

من نفس القسم الوطن