الوطن

النقابات المستقلة تراسل بوتفليقة وتطالبه بالتدخل لإنقاذ الحريات النقابية

نددت بالاستخدام المنهجي للعدالة لتخويف النقابيين وتهديدهم

دعت النقابات المستقلة أمس من خلال رسالة توجهت بها لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى تدخله العاجل من أجل الحفاظ على الحريات النقابية في الجزائر، التي تعرف حسبها تراجعا وانحرافا خطيرا، منددة بالاستخدام المنهجي للعدالة من أجل تهديد وتخويف الممثلين النقابيين الشرعيين. 

وقالت النقابات من خلال الرسالة التي تحصلت "الرائد" على نسخة منها، "نسجل بكل أسف عدم الانقياد لتوجيهاتكم وتعليماتكم المتمثلة في بناء حوار اجتماعي حقيقي، إذ نشهد في الميدان تقهقرا وتراجعا ملحوظا في الحريات النقابية وانحرافا خطيرا في حق الممارسة النقابية وحق الإضراب المكفولين دستورا"، واستنكرت النقابة من خلال رسالتها المحاولات المتعددة للتدخل الصارخ في شؤون المنظمات النقابيــة المعتمدة ومحاولة تسييسها، حيث قالت إن الاستعمال الآلي للعدالة لمنع وخنق الحركات الاحتجاجية المتنوعة هو الممارسة اليوميـــــة ضد النقابات التي تناضل باستمرار للحفاظ على استقلاليتها وتنظيمها الديمقراطي رغم التجاهل المفروض من طرف وسائل الإعلام العمومية المختلفة.

وقالت النقابات إنه في الوقت الذي كان يتم فيه انتظار تفتح أكثر لإرساء التعددية ومنح المزيد من الحريات، إلا أنه بالعكس من ذلك يسجل انهيارا خطيرا ومبرمجا للقضاء التدريجي على هذه المكاسب بما فيها التلاحم الاجتماعي والحريات، بسبب بعض الممارسات الرامية لخنق الديمقراطية والحرية بانتهاج أساليب التخويف والتهديد. وأضافت النقابات أنه أصبح من الضروري المحافظة على مكاسب الشعب الجزائري المتماسك نتيجة نضال عقود من الزمن والتماسك والترابط الاجتماعيين لا يتأتيا إلا عن طريق بناء جبهة داخلية صلبة وقوية بمقدورها القضاء على التهديدات المختلفة، وصد كل ما من شأنه أن يضرب استقرار البلاد.

وأدرجت النقابات في رسالتها ما أقدمت عليه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مؤخرا بتوقيف رئيس النقابة الوطنية الجزائرية المستقلة للأطباء النفسانيين السيد خالد كداد بالرغم من تمتعه بالحصانة النقابية، وهو ما اعتبرته حنين للفكر الأحادي، باعتبارها ممارسة خطيرة وغير مسبوقة في عهد جزائر التعددية الديمقراطية.

نسيمة ورقلي

من نفس القسم الوطن