الوطن

تقارير فضحت تغلغل جواسيس أمريكيين في شمال مالي

الصراع الأمريكي الفرنسي بدأ قبل سنة في عمق الساحل

 

منذ حلول الفوضى مكان "الدولة" في شمال مالي قبل شهر وتسابق الدول الغربية على اقتسام مناطق النفوذ في البلد المجاور للجزائر، وكانت آلياتها في ذلك شبكة من العملاء والجواسيس العارفين بخبايا المنطقة حتى قبل أن تسقط في فخ "اللأمن".

وقبل أشهر قليلة حين وصل الوضع في ليبيا حدا من التعفن والفلتان انعكس على الجزائر وتونس في شكل احتمالية تسرب "خزان من الأسلحة" المهربة من مخازن القذافي، تداولت وقتها مصادر إعلامية خبرا لم يعد سرا على سكان جنوب الصحراء، ضباط مخابرات أمريكيون يطبقون أساليب شبيهة بـ "زملائهم" في "هوليود" فهم يقومون بالتدرب على لبس الزي الصحراوي من دراعة ولثام وسراويل، ويجيدون الحروف البدوية، ويقومون باستخدام "مراهم" خاصة لتقريب لون بشرتهم من البشرة العربية، كما تعلموا اللهجة "الحسانية" (اللهجة العربية السائدة). وتوضح التقارير الغربية أكثر تلك العلاقة في عملهم الميداني، عبر الزيارات الخاطفة وشبكات المخبرين المحلية، حيث يركز الضباط الأمريكيون على اتباع أسلوب "استراتيجية" القاعدة في شمال مالي (إقليم أزواد)، حيث تم بناء علاقات قوية مع بعض شيوخ القبائل وشبكات التجار المتنقلين في منطقة الساحل الذين باتوا خبراء اجتماعيين حقيقيين في التركيبة العرقية واللغوية ولهجة شعوب الساحل. ولا تكاد تنفصل حلقات تلك المعلومات عن بعضها البعض بعد مرور أكثر من عام

من سقوط نظام القذافي الذي مثل لبعض الوقت "صمام أمان" لفئة عرقية ترى أنها مضطهدة وينظر إليها بدونية، لذلك وجدت في الانقلاب جوا مناسبا لتأسيس دولتها على حد قولها، فالعارفون بخفايا الأمور استنادا إلى التقرير السابق يجزمون أن ملفات "كبرى" هي التي ضخت كل هذه الأهمية في شرايين الحراك

العسكري والأمني في منطقة الساحل وخاصة شمال مالي، فهناك ملف "تحرير أزواد"، وملف ثروات الساحل، إذ تشير تقارير سرية إلى معلومات عن ثروات بينها النفط واليورانيوم.

ويرى مراقبون في قائد الانقلاب النقيب أمادو سانغو الذي تلقى تدريبات في مكافحة الإرهاب على أيدي مشاة البحرية الأمريكية وعناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية، شخصية عسكرية مفروضة من بلد العم سام صنعت في مخابرها تحضيرا لمرحلة سبقها تنافس أمريكي فرنسي على تقاسم "كعكة النفوذ" في منطقة الساحل المتوترة أمنيا والغنية بالثروات الطبيعية، كانت فيها باريس لاعبا رئيسيا في مستعمرتها القديمة وأداتها في ذلك الرئيس المطاح به أمادو توري الذي تعد بلده المتعامل الاقتصادي الأول مع فرنسا، وهو ما بات يطرح أكثر من علامة استفهام حول حقيقة الدور الأمريكي في شمال مالي، فيوم الجمعة الماضي لقي ثلاثة ضباط أمريكيين وجنود مغاربة حتفهم في سقوط سيارة كانت تقلهم بتمبوكتو في واد، وهي القضية التي فضحت مرة أخرى تورط أكثر من جهاز استخباراتي في دولة "هشة" مقسمة أصبحت محل تنازع حركات جهادية متطرفة.

 

 

من نفس القسم الوطن