الوطن

على السعوديةاتخاذ موقف سياسي واضح من القضية

الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر لـ "الرائد":

 

يؤكد الوزير الأول الصحراوي عبد القادر الطالب عمر في هذا الحوار الذي خص به  "الرائد" أن الدول العربية وخاصة السعودية يجب عليها أن تحدد موقفها بوضوح من القضية الصحراوية، وبرأيه، فإن دبلوماسية "التمور" السعودية يجب أن تنتقل من الموقف الإنساني إلى الموقف السياسي الداعم لحق تقرير المصير. 

 

 

 

الرائد: شهدنا منذ عام اندلاع ثورات في بلدان عربية، برأيكم كيف يمكن الاستفادة من هذه الثورات العربية لدعم قضيتكم؟

ج: والله نحن نعتبر أنه حقيقة أن بداية ما يسمى بالثورات العربية كان بداية من مدينة لعيون، وخاصة بناء مخيم احتجاج يسمى مخيم اقديم ازيك، بحوالي 8000 خيمة، وخرج السكان الصحراويون وبنوها خارج مدينة لعيون، واجتمعت فيها حاولي 30 ألف نسمة، وبقيت لمدة شهر، حيث هاجمت القوات المغربية هذا المخيم وفككته، وهذه قضية معروفة لم نشهد بها وكانت في نوفمبر 2010، ثم جاءت الثورات العربية، خاصة استعمال الخيمة كإحدى الوسائل التي لم تكن مستعملة سابقا وبنائها وسط المدن والعواصم الكبرى، إذن نحن نضالنا يتماشى تماما مع مفهوم الحرية والديمقراطية، وتقرير مصير الشعوب، والجديد بالنسبة لنا، أن هذه الثورات انطلقت من داخل هذه البلدان، خاصة في تونس ومصر، والجديد في هذا الموضوع هو التغير في موقف الدول الغربية التي كانت تدافع عن هذه الأنظمة القائمة، ولا يجب أن ننسى أن فرنسا كانت تدعم نظام زين العابدين بن علي في تونس وحتى نظام مبارك، وبعد ذلك، فجأة تغيروا وذهبوا بعيدا في التدخل العسكري في ليبيا، والمطالبة بالتدخل العسكري الآن في سوريا، نحن الآن، نرى أنه من الناحية النظرية هذا الموقف منحاز الى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، هذا الموقف يخدم القضية الصحراوية، ولكن المؤسف، أنه من الناحية العملية، هم لا يطبقون ما عليهم، فهناك ازدواجية في المعايير، وهناك انتقائية في الموقف، ففي بعض القضايا، يدافعون عن حقوق الإنسان، ولكن في بعض القضايا الأخرى يتجاهلونها، بل حتى يعارضون أي تقدم من حيث الدفاع عن حقوق الإنسان. 

 

أنتجت الثورات العربية سقوط أنظمة وقدوم حكومات جديدة، هل ترون أن نتائجها في هذه البلدان ستنفع القضية؟

 

 نحن نتمنى أن كل هذه الشعوب تتخذ مواقف مناصرة للقضية الصحراوية وأن لا نطلي عليها الحيلة والتضليل الذي يقوم به النظام المغربي، حيث يروج بأن الكفاح الصحراوي يقوم به الانفصاليون، ونحن لم نكن جزء أبدا من المغرب وأن الوحدة العربية لا يخدمها هذا، فنحن ننادي بالوحدة العربية ولكن على أسس احترام حقوق الإنسان والديمقراطية، كما أن قضية تصفية الاستعمار مسجلة في الأمم المتحدة ونأمل أن تنطلق من رؤية موضوعية لهذه القضية وأن تقف الى جانبنا دفاعا عن الحرية وحقوق الإنسان وهذا ما نتمنى.

حتى الآن لم نر مواقف عربية واضحة ولم تدرج الجامعة العربية ملف القضية ضمن جدول أعمالها، هل هذا يعني أن جبهة (البوليساريو) عجزت عن إقناع الدول العربية أم أن هذا راجع لأسباب أخرى؟

لا، الحقيقة أن الاتحاد الإفريقي هو الذي تولى تسيير هذه القضية، وبعد ذلك نقلوه الى الأمم المتحدة، والجامعة العربية لم تطرح قضية الصحراء في جدول أعمالها، لأن الموضوع تبنته الوحدة الإفريقية وعالجته، حيث اعتبرت الأمم المتحدة أن المعني بالأمر هي الوحدة الإفريقية، فالنظام المغربي عمل على إعطاء صورة معاكسة، والملف كان دائما موضوع خلاف في الجامعة العربية، لأن هناك بلدانا تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وأخرى تدافع عن النظام المغربي وخاصة الممالك العربية التي تصطف الى جانب المملكة المغربية، وهذا أظن أنه ليس موضوع إجماع في الجامعة، وبالتالي تركوه ليعالج على مستوى الاتحاد الإفريقي.

لماذا هذه الازدواجية في التعامل مع القضية من جانب السعودية وقطر، وبالأخص ما بات يعرف بدبلوماسية "التمور" التي تنتهجها السعودية معكم، حيث تعمل على الجانب الإنساني من جهة، وتدعم الموقف المغربي من جهة أخرى؟ 

نحن نسجل للمملكة العربية السعودية دعمها للاجئين الصحراويين مؤخرا بكميات من التمور، ونتمنى أن لا يبقى هذا الدعم محصورا في هذا الباب، بل كما بعث الرئيس محمد عبد العزيز برسالة الى الملك السعودي، بأن تنتقل من موقفها هذا الى موقف سياسي مناصر.

هل البوليساريو بحاجة إلى دعم الدول العربية في قضيتها؟ وكيف عليها أن تقنع هذه الدول؟

بطبيعة الحال هي بحاجة الى دعم كل دول العالم وخاصة العالم العربي، ونحن ننتمي الى هذا العالم العربي والإسلامي ولا يمكن أن نعيش خارجه، ونتمنى أن يتحول الربيع العربي، هذا الاسم النظري الى حد الساعة، والذي هو في بعض الحالات هو شتاء وصيف وليس ربيعا، إلى ربيع حقيقي ينسجم مع الدفاع عن قضايا الشعوب الحقيقية، ونحن نعمل ونجري اتصالات ونتمنى أن تؤتي أكلها.

هناك حاليا وضع متوتر في شمال مالي، هل يؤثر هذا عليكم وكيف تحضرون أنفسكم للتعامل معه؟

بالطبع هذا الوضع يؤثر في المنطقة عموما والنظام المغربي متورط بالنسبة لنا فيما يجري أو يعتبر أحد الأطراف التي تغذي الوضع في شمال مالي، ويحاول أن يؤثر فيه للتأثير في كفاح الشعب الصحراوي، وحتى لحث بعض الأطراف للاعتداء على الصحراويين، وهذا يتطلب من الصحراويين مجددا أن يتخذوا إجراءات لإفشال مخططات النظام المغربي وأصدقائه الذين لديهم أجندات معينة ضد مصلحة شعوب المنطقة وسيادتها واستقلالها.

وأنتم في الجزائر يتزامن وجودكم مع ذكرى خمسينية الاستقلال، هل من كلمة؟

والله هذه مناسبة طيبة، ولا ننسى بأن نتوجه للدولة الجزائرية والشعب الجزائري بالتهاني على ما حققوه وأن استقلالهم كان فائدة كبيرة للدول والشعوب المكافحة، واليوم الحمد الله الدولة الجزائرية يعترف بها كدولة إقليمية، وهذا أظن أنه أحسن هدية للشعب الجزائري ما بعد خمسين سنة، ليس فقط بتواجد الجزائر كدولة مستقلة لكن كقوة إقليمية. 

 

 

من نفس القسم الوطن