الثقافي
آسيا جبار..الأديبة التي كتبت عن الموت والحياة
في الذكرى السنوية الأولى لرحيلها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 فيفري 2016
مرّت أمس الذكرى السنوية الأولى لرحيل الأديبة الجزائرية آسيا جبار وهي التي تم ترشيحها للحصول على نوبل للآداب لعدة مرات ولم تحصل عليها، وسميت مظلومة نوبل، كما نظمت الجزائر جائزة أدبية باسمها بالعربية والأمازيغية والفرنسية وتم منحهاوفي الدورة الأولى لعبد الوهاب عيساوي في العربية عن روايته "سييرا دي مورتي" فيما نال رشيد بوخروب عن روايته "تيسليت نوغانيم" بجائزة اللغة الأمازيغية وحاز أمين آيت الهادي بجائزة اللغة الفرنسية عن عمله الأدبي "Laube de lau-del".
ولدت آسيا جبار باسم فاطمة الزهراء في 30 جوان 1936 في شرشال غربي الجزائر العاصمة، حيث تلقت دراستها الأولى في المدرسة القرآنية في المدينة قبل أن تلتحق بالمدرسة الابتدائية الفرنسية في مدينة موزاية، ثم البليدة فالجزائر العاصمة، شجعها والدها الذي تقول عنه إنه «رجل يؤمن بالحداثة والانفتاح والحرية». تابعت دراستها في فرنسا، حيث شاركت في إضرابات الطلبة الجزائريين المساندين للثورة الجزائرية ولاستقلال الجزائر.
خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية، وكانت بعنوان «العطش» (1953)، ولم تتجاوز العشرين من العمر، ثم رواية «نافذة الصبر» (1957).
ومعظم أعمالها تناقش المعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع. بعد استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة «المجاهد»، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي. وفي أوج سنوات التسعينيات كتبت عن الموت أعمالاً روائية منها: «الجزائر البيضاء» و«وهران... لغة ميتة». وبعيداً من مناخات الحرب، بل ومن أجواء الحبّ المتخيّل، كتبت رواية «ليالي ستراسبورغ».
وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس (وليد قرن) الذي ألف معها رواية «أحمر لون الفجر»، وانتقلت للعيش في سويسرا، ثم عملت مراسلة صحفية في تونس.
وانتهى زواجها بالطلاق عام 1975، لم تزر الجزائر سوى مرة واحدة خلال النزاع الدامي الذي شهدته التسعينيات بين قوات الأمن والجماعات الإسلامية المسلحة لتشييع جنازة والدها، الذي كان مدرساً. وتزوجت آسيا جبار بعد أن طلقت في 1975، من جديد مع الشاعر والكاتب الجزائري عبد المالك علولة.
كانت آسيا جبار أول امرأة جزائرية تنتسب إلى دار المعلمين في باريس عام 1955، وأول أستاذة جامعية في الجزائر ما بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وأول كاتبة عربية تفوز عام 2002 بجائزة السلام التي تمنحها جمعية الناشرين وأصحاب المكتبات الألمانية، وقبلها الكثير من الجوائز الدولية في إيطاليا، الولايات المتحدة وبلجيكا، وفي 16 يونيو 2005 انتخبت بين أعضاء الأكاديمية الفرنسية، لتصبح أول عربية وخامس امرأة تدخل الأكاديمية، وشغلت قبل رحيلها منصب بروفيسور الأدب الفرانكفوني في جامعة نيويورك، ورشحت لنيل جائزة نوبل في الآداب عام 2009.
وفقدتها الأوساط الثقافية الجزائرية والعربية في 6 فيفري 2015 عن 87 عاماً في أحد مستشفيات باريس، ووريت الثرى في مسقط رأسها شرشال غربي الجزائر تنفيذاً لوصيتها.
فريدة. س