الثقافي

الشعر الجزائري ركز في عشرينيات القرن الماضي على القضية الفلسطينية

في كتاب للباحثة بن يحيى


سلطت كتاب " فلسطين في الشعر الجزائري الحديث " للباحثة فاطمة الزهراء بن يحيى، الضوء على واقع الشعر الفلسطيني في الجزائر، وأكد الكتاب البحثي هذا على أن الشعر الجزائري ركز بشكل كبير على القضية الفلسطينية منذ العشرينيات من القرن المنصرم، ومازال يتفاعل مع تطوراتها إلى أيامنا هذه.
يتضمن الكتاب ثلاثة فصول مع مقدمة وتمهيد وخاتمة، وفي مقدمة الكتاب شرحت المؤلفة أهمية موضوعها وإشكاليته، فأشارت في البدء إلى أن قضية فلسطين تعد أهم قضية على الساحة العربية، ولا تجاريها أية قضية أخرى في الوطن العربي، فقد ظلت هذه القضية منذ بدايتها المحك الرئيس لالتزام أبناء الأمة العربية بمدى قضايا أمتهم، كما أنها ما تزال الملهم الأساس لكتابها وشعرائها الذين هبوا للدفاع عنها، ولإظهار الأخطار الصهيونية المحدقة بها، وبالأمة العربية جمعاء.
وفي توضيحها لإشكالية البحث تقول الباحثة بن يحيى: " لقد دفعتنا هذه الأهمية إلى جانب ما تمر به الأمة العربية في مرحلتها الحالية من تمزق وتشتت وصراعات، وما يمر به الشعب الفلسطيني من تشريد وتهجير وتقتيل، وتقطيع أوصال أرضه وتهويدها، يهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية مقاومته المسلحة وإخراجها من معاقلها الأمامية، ونزع البندقية من يدها أمام صمت عربي فاضح، وتهريج صاخب باسم السلام ومشاريعه، إلى طرح إشكالية البحث المتمثلة في: إذا كان الشعراء العرب الذين عاصروا القضية الفلسطينية-منذ وعد بلفور إلى الآن-قد تصدوا وبدرجات مختلفة إلى كل المؤامرات الداخلية والخارجية التي كانت سبباً لكثير من النكبات، فإن شعراء الجزائر وعلى الرغم من الحصار الذي ضرب عليهم قبل الاستقلال، وعدم الاهتمام بإبراز دورهم في معالجة القضية، قد لعبوا دوراً فعالاً ورائداً على الساحة العربية وهو ما يحث على التطرق إليه لإبرازه".
هذا وخصصت المؤلفة الفصل الأول من الكتاب لرصد" القضية الفلسطينية في الشعر الجزائري الحديث قبل الاستقلال" ،فتوقفت في البدء مع وعد بلفور ونتائجه وأشارت إلى ما كتبه الشاعر عبد الرحمن بن العقون عن هذا الوعد، كما أشارت إلى تعريض الشاعر محمد العيد آل خليفة بغدر الانجليز وتآمرهم مع الصهاينة في أسلوب كله سخرية واستهزاء، وتنبه المؤلفة حينما رصدت الشعر الجزائري الذي كُتب عن فلسطين في الفترة الممتدة ما بين( 1930-1948م)إلى أن الكثير من الشعراء الجزائريين لمسوا خيوط المؤامرة على فلسطين ففي سنة:1930م كتب أحد الشعراء الناشئين-لم يذكر اسمه- قصيدة تزخر بالمشاعر النابضة والإيحاءات النافذة، وقد سعى في تلك الفترة عدد كبير من الشعراء إلى توعية الجماهير بالمخاطر المحدقة بفلسطين، وبعد الأحداث التي وقعت سنة :1929م ،نتيجة لازدياد النفوذ الصهيوني في القدس كتب الشاعر عبر الرحمن العقون قصيدة اشتهرت فيما بعد أيما اشتهار وسمها بـ " آه على أمة القدس التي بسطت للجار إحسانها".
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي