الثقافي
مختصون: الإعلام الثقافي عبر الفضائيات الخاصة يعاني من "الركود" و"لا يرقى" لتطلعات الجمهور
أكدوا على أهمية وضع برامج نموذجية للمنتوج الثقافي ومقاربة جديدة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 جانفي 2016
أجمع مشاركون في لقاء نظم بورقلة أمس الأول، أن الإعلام الثقافي عبر الفضائيات الجزائرية يتطلب وضع برامج نموذجية للمنتوج الثقافي ومقاربة جديدة لمنظومة الإعلام الثقافي، وأوضح أساتذة وباحثون مختصون في علوم الإعلام والإتصال والسمعي البصري وعلم الإجتماع في الملتقى الوطني الثالث للإعلام الثقافي أن الإعلام الثقافي عبر الفضائيات الجزائرية الذي يعاني من "الركود" و"لا يرقى" لتطلعات الجمهور و"عدم القدرة" على احتواء وتنشيط المشهد الثقافي إعلاميا يتطلب وضع برامج نموذجية للمنتوج الثقافي ومقاربة جديدة لمنظومة الإعلام الثقافي.
واعتبرت سكينة العابد من جامعة قسنطينة 3 بأنه وبالرغم من الإنطلاقة الإعلامية الرائدة التي شهدتها الجزائر بعد تعديل القانون العضوي للإعلام وقانون السمعي البصري مما أفرز ظهور عديد القنوات الفضائية، تمكنت من استقطاب قدر من اهتمام ومتابعة المواطن لها إلا أنه لوحظ أن البرامج الثقافية تتميز بسطحيتها، حيث أن المشاهد --حسبها-- وفي كثير من الأحيان يكون أكثر ثقافة وعمقا مما يعرض عليه لأسباب عدة، من بينها "غياب" النخب الثقافية و"استبعاد" المنظومة القيمية و"تغييب" منهج الإعلام التنموي وكذا "تسطيح" مفهوم الإعلام الثقافي، واقترحت بالمناسبة إصلاح السياسات الثقافية بوضع خطط إستراتيجية قائمة على استيعاب العملية الإعلامية والإستثمار في المضامين الثقافية من خلال وضع برامج نموذجية للمنتوج الثقافي والتعامل بإيجاب مع المنظومة الثقافية.
ويرى من جهته سعيد عيادي أستاذ علم اجتماع المعرفة من جامعة علي لونيسي (البليدة) خلال هذا اللقاء الذي حمل عنوان "المنتوج الثقافي الجزائري في القنوات الفضائية والشبكات الرقمية " أن الإعلام الثقافي "ليس ممارسة صحفية بل يحتاج إلى مهارة وتمكن في قراءة الأنثربولوجيات الثقافية الخاصة بمجتمعنا الجزائري وبالمجتمعات الأخرى"، واعتبر أن "مسؤولية أي تخلف" في هذا المجال "تقع كاملة على كل القائمين على القنوات الفضائية الجزائرية" الذين من المفروض --حسبه-- أن "يركزوا على الإعلام الثقافي ويعوا بضرورة وضع قواعد للأمن الثقافي مما يمكن من تقديم ثقافة جزائرية أصيلة تجعل المواطن يكسب ثقافة مواطنة إيجابية".
وذكر ذات الجامعي في تدخله أن هناك حاجة "ماسة" للتكوين الدائم للصحفيين والإعلاميين خاصة أولئك المتخصصين في الشأن الثقافي باعتباره الوسيلة الوحيدة التي تضمن تحقيق أمن ثقافي، ويهدف هذا اللقاء الذي ستتواصل فعالياته على مدى يومين إلى دراسة صورة المنتوج الثقافي في القنوات الفضائية الجزائرية على ضوء الدراسات والأبحاث الجديدة
لتكون مساهمة في الإرتقاء بنوعية المنتوج الإعلامي الثقافي ويكون في مستوى التحديات الكبرى التي تواجه الثقافة الجزائرية كما أوضح المنظمون، ويركز المشاركون على البحث في الطرق والأساليب الحديثة لتحقيق القدرة المناسبة على التعامل مع المنتوج الثقافي الوطني وكيفيات التعامل معه وإبراز القدرات الإبداعية في تقديم الخبر الثقافي، كما يناقش الحضور الوافدون من عديد جامعات الوطن من بينهم وجوه إعلامية عدة محاور من ضمنها " أثر التحولات الإعلامية في الجزائر على التعامل مع الخبر الثقافي " و" مساحة الخبر الثقافي في المنتوج الإعلامي للقنوات الفضائية" و"اقتصاديات الإعلام الثقافي".
مريم. ع