الوطن

تفجير انتحاري يودي بحياة دركي ويخلف جرحى وخسائر مادية

استهدف مقر الناحية الرابعة للدرك الوطني وسط مدينة ورقلة

قتل ضابط في صفوف الدرك الوطني وجرح ثلاثة آخرون فجر أمس الجمعة، اثر تفجير انتحاري استهدف مقر القيادة  الرابعة للدرك الوطني بولاية ورقلة، وقالت مصادر إن العملية تمت بواسطة سيارة من نوع "تويوتا هيلوكس" معبئة بالمتفجرات كان يقودها انتحاري قتل فور تفجيرها، مما أحدث خسائر مادية بجوار الثكنة العسكرية.

قالت قيادة الدرك الوطني في بيان لها،إن الاعتداء الإرهابي وقع في حدود الخامسة إلا ربع صباح أمس الجمعة، حيث انفجرت سيارة "تويوتا هيلوكس" بالقرب من مقر ثكنة مقر الناحية الرابعة للدرك الوطني الكائنة بوسط مدينة ولاية ورقلة "920 كلم جنوب العاصمة"، مما أدى الى تسجيل خسائر مادية معتبرة ألحقت أضرارا بمقرات ادراية مجاورة للثكنة، وكذا محلات تجارية.
وأضاف بيان خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، أن  منفذ الاعتداء أراد اختراق المدخل الرئيسي للقيادة الجهوية. وبعد تبادل إطلاق النار بين عناصر الدرك الوطني المتواجدين بنقطة المراقبة انفجرت السيارة الملغمة مما احدث انهيارا في بناية مركز المراقبة للمدخل الرئيسي وكذا انهيار سور وواجهة المقر، وقد سجل مقتل عنصر واحد في صفوف الدرك الوطني كان بالقرب من البوابة الرئيسية. وكانت مصادر "الرائد" قد أفادت بأنه برتبة ملازم أول، في وقت أصيب ثلاثة عناصر آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، وأعلنت قيادة الدرك عن فتح تحقيق في القضية.
وقالت مصادر أخرى إن الدركي القتيل هو قريب شخصية سياسية معروفة يبلغ من العمر 34 سنة، هذا وقد تم تنفيذ الاعتداء بنفس الطريقة التي تمت بها عملية تمنراست التي استهدفت مقر قيادة الدرك الوطني شهر مارس وخلفت جرح 29 دركيا بعدما قام انتحاري كان على متن سيارة من نوع “تيوتا ستايشن” بتفجير نفسه داخل مركبته. ولم يتبنى أي تنظيم ارهابي عملية أمس غير أن الطريقة التي نفذت بها تتشابه مع عملية تفجير تمنراست، مما قد يرجح كفة تنظيم ما يعرف بـ "التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا الذي كان قد تبنى العملية.
ويشار الى أن اعتداء أمس يعد ثاني عملية ارهابية تشهدها المنطقة منذ اندلاع العمليات الإرهابية في الجزائر، وتعد ورقلة الولاية البترولية المركزية في البلاد، حيث يرجح أن تكون قد استهدفت من تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لفك الخناق المضروب عليها بالحدود الجنوبية مع مالي، خاصة وأن قيادة الجيش الوطني الشعبي كانت قد أعلنت منذ ايام حسب مصادر إعلامية عن إنشاء ناحيتين عسكريتين فرعيتين في الجنوب واحدة في ولاية ورقلة والأخرى في تمنراست بأقصى الجنوب، ويذكر أيضا أن الجيش قام خلال الأسبوع الماضي بمناورات عسكرية في مناطق صحراوية وعرة بالجنوب الجزائري.
وفي سياق متصل، أعلنت حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا مسؤوليتها عن العملية حسبما أفاد به مصادر مقرب منها لوكالة نواكشوط للأنباء الموريتانية التي حاورت في وقت سابق مختار بلمختار المدعو "بلعور" أمير كتيبة الملثمين في تنظيم ما يعرف بقاعدة المغرب الإسلامي في الصحراء،  وقالت الصحيفة في موقعها إن الحركة هي المسؤول عن العملية، هذا وكانت تحدثت مصادر إعلامية يوم أمس، عن مقتل بلعور في مواجهات بين مقاتلين إسلاميين وعناصر الحركة الوطنية لتحرير أزواد في مدينة غاوه الاربعاء المنصرم، لكن مصادر أخرى مقربة من التنظيم نفت خبر مقتله، هذا في وقت كان قد شوهد في مدينة غاوه خلال المعارك التي دارت بين مسلحين من حركة انصار الدين والجهاد والتوحيد وتنظيم القاعدة من جهة، والحركة الوطنية لتحرير أزواد من جهة أخرى. وأضافت نفس المصادر أن بلمختار كان أحد قادة المعركة التي دارت هناك، وأسفرت عن طرد عناصر الحركة الوطنية من المدينة ومطارها، ومقتل عدد من عناصرها بينهم ضابطان برتبة عقيد. وتنسب له عملية اغتيال 13 جمركيا في كمين بالمنيعة بولاية غرداية خلال سنوات الإرهاب، وبذلك يكون بلعور أقرب الى ولاية ورقلة من الولايات الأخرى، حيث كانت له علاقة بأولى العمليات الإرهابية التي استهدفت الولاية.
ويذكر أن حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا هي المسؤولة عن عملية اختطاف القنصل الجزائري وستة دبلوماسيين في مدينة غاوه شمال مالي، كما سبق وأن نفذت عملية اختطاف استهدفت ثلاثة غربيين في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تندوف جنوب الجزائر.


من نفس القسم الوطن