الوطن

المحليات ستكون صعبة والتغيير في الجزائر آتٍّ لا محال

البرلماني السابق، محمد حديبي لـ"الرائد"



عاد البرلماني السابق والمكلف بالإعلام على مستوى حركة النهضة في هذا الحوار مع يومية "الرائد" إلى فوز الرئيس المصري بالانتخابات الرئاسية، وأثر ذلك على البلدان العربية وعلى قيادة التغيير بالجزائر الذي قال إنه سيأتي لا محال، كما أثار بوجود صعوبة فيما يتعلق بالانتخابات المحلية القادمة متحدثا عن مواجهة عديد الأحزاب لمقاطعة من قبل مناضليها بسبب التزوير.

مصر هي ثاني دولة يصعد بها الإسلاميون إلى الحكم بعد تونس، فما رأيكم بتتويج الدكتور محمد مرسي مرشح "الإخوان المسلمون" كرئيس جديد بمصر؟
القدر شاء أن يصل الإسلاميون إلى الحكم بمصر ويفوز مرشح "الإخوان المسلمون" ورئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية، وهذا ما يعني أن التغيير أمر لا مفر منه سواء داخل مصر أو غيرها من البلدان العربية، فتتويج محمد مرسي أظهر أن كل المحاولات التي تم اتخاذها لإبعاد حكم الإسلاميين بمصر وكل الجرعات الاستخباراتية العسكرية المصرية ودعم الانظمة الموالية لها اليهودية العربية لم تنجح وفشلت في تغيير هذا المسار.

كيف سيكون تأثير صعود الإسلاميين للحكم بمصر على باقي الدول العربية بما فيها الجزائر؟

إن فوز محمد مرسي خطوة هامة لدعم وتحقيق أهداف الثورة المصرية الرامية الى إعادة الاعتبار للشعب المصري، ودليل نجاح للثورة العربية هناك، والجزائر لا تستثنى من هذا المسار الداعي للتغيير، والدور القادم اكيد لن يكون بعيدا عن الجزائر سواء اليوم او غدا، والسلطة إذا وقفت في وجه إرادة الشعب أكيد أنها ستجبر على التعامل مع المتطرفين في أوقات قادمة.

وكيف سيكون التغيير برأيك ما دام أن التشريعيات الأخيرة لم تفرز تغييرا، بل كرست الاستمرارية؟


أعتقد أن السلطة فتحت أبواب جهنم على نفسها بتفويت فرصة التغيير عن طريق الانتخابات، وهو ما يفتح أبواب الفوضى على الشعب اليوم أو غدا، لأن من كان يؤمن بالتغيير عن طريق الصندوق انضم الى خانة التطرف وعدم الإيمان بكل شيء اسمه انتخابات، والدليل على ذلك أن الشباب أصبحوا يلوموننا على ممارسة السياسة، ويعتقدون أن التغيير لن يتم إلا في الشارع، وهذا ما لا نريده ونرفضه، هناك من كان يتعامل في المجال السياسي والآن قرر تطليق السياسة بعد النتائج الأخيرة للتشريعيات، وهم يرون الأن ان هناك ضرورة لمقاطعة السياسة.

كيف ستكون المرحلة المستقبلية للأحزاب السياسية خاصة الصغيرة منها والتي فكر بعضها في حل نفسه بعد نتائج التشريعيات الأخيرة؟
إن عدم الإيمان بالانتخابات سيكبر مثل كرة الثلج مع الايام، وحينها لن ينفع السلطة إعادة الانتخابات ونزاهتها، لن يثق بها أحد،
فلا احد سيثق بالانتخابات بعد اليوم مهما قدمت السلطة من وعود وتنازلات ولو كانت صادقة، يعني الانتخابات لم تعد حلا للتغيير.

وكيف ستدخل الأحزاب في الاستحقاقات المحلية القريبة على الأبواب في ظل هاته الأوضاع؟

إشكالية كبيرة، أحزاب كثيرة تواجه مقاطعة من قواعدها بسبب التزوير وانعدام الثقة، هناك من يرفض الذهاب إلى المحليات من الآن بسبب عدم الثقة في الانتخابات، الكثير من الاحزاب ستجد نفسها أمام واقع مر، والمناضلون لا يريدون إهدار طاقتهم بلا جدوى مع التزوير، والشعب رافض للانتخابات ومن يدخلها سيجد نفسه في حرج.

من نفس القسم الوطن