الثقافي

جميلة طلباوي تشيد بخصوصية الرواية في الأدب الصحراوي

في نصها الروائي الموسوم بـ"الخابية"




في روايتها الموسومة بـ "الخابية"، الصادرة عن منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، ترصد الكاتبة والروائية الجزائرية جميلة طلباوي، سمة أدب الصحراء الذي ينبت داخل الميراث الإنساني والتاريخي في هذا الفضاء الجغرافي الذي تسند وجوده الرّمال والفراغ المديد.
جاءت رواية " الخابية " لتسدّ ذلك الفراغ الذي طالما عانى منه القارئ المتعطش للانفتاح التخييلي على عوالم لم يألفها كجغرافية القصور الصحراوية التي كانت تمثل البقعة الحركية الآمنة التي يمارس فيها الإنسان الصحراوي حركته ذات الخصوصية الطالعة من جوهر هذا الإنسان وواقعه، وحسب القراءة التي قدمها الدكتور عبد الحفيظ جلولي، فإن طبع هذه الرواية يكمل خصوصية أسطورة “الكراكر”، التي تحمل دلالة قوية على اعتزاز الصحراوي بذاته وخصوصية إنتاجيته للحياة، فكانت “الخابية” هي المخزن الحيوي والذاكراتي لإنتاج الهوية والحركة.
وعن الرواية قالت الكاتبة أنها استثمرت فكرة «الخابية» وهي تنظر إلى هذه الصحراء الكبرى والتي –تضيف الكاتبة - أعني بها هذا العالم الحديث المتوحش الذي يكاد يكون قاحلا من القيم الإنسانية أطلق لغول العولمة العنان ليفترس الأضعف والأقل مناعة، العاري من حصن يحميه، وارتكزت في بناء عوالم روايتي على فلسفة رجل الصحراء الملتصق بجذوره، المعتز بانتمائه، المنتج في حقله، الذي يأكل ممّا تزرع يداه، ويلبس ما نسجته أمه أو زوجته، هذا الرجل المحتمي بميراث أجداده من قيم نبيلة وأصيلة، ورحت أبحث فيه عن الرجل الخارق، الرجل السوبرمان الذي يمنع نفاذ المؤونة من «الخابية» من هذا الوطن الكبير، والمؤونة في «الخابية/ الرواية» هي الفرد الذي وجب علينا الاستثمار فيه إذا أردنا أن نقلع إلى الحضارة وإلى التقدم والخروج من نفق التخلف والتبعية.
ف. س

من نفس القسم الثقافي