الوطن

سأكون رئيسا لكل المصريين وسأحافظ على العلاقات والمعاهدات

مرسي يشرع في تشكيل الحكومة ويتعهد:

تعهد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في خطاب أذيع تلفزيونيا مساء أول أمس الأحد بعد ساعات من إعلان انتخابه بأن يكون رئيسا لكل المصريين ووصف فوزه بالانتخابات، التي أجريت في مطلع الأسبوع الماضي بأنه "لحظة تاريخية".
ووسط حالة من القلق بشأن احتمالات مواجهة بين جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها والجيش، أشاد بالقوات المسلحة ودورها في إدارة شؤون البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك أوائل العام الماضي في انتفاضة شعبية.
ووعد الرئيس المنتخب بتحقيق أهداف جميع من شاركوا في الثورة على مبارك. وقال إن مصر ستحافظ على المعاهدات والمواثيق الدولية في إشارة إلى إسرائيل، التي تخشى على مصير معاهدة السلام التي وقعتها مع القاهرة قبل 33 عاما في ظل رئاسة مرسي.
وأشاد في خطابه بالنشطاء الذين قتلوا أو أصيبوا في الانتفاضة التي أسقطت سلفه. وقال "(لولاهم) ما كنت لأقف بينكم كأول رئيس منتخب. ما كنت لأقف معكم الآن بهذه الفرحة العارمة." وأضاف "هذه الدماء الزكية لن تضيع هدرا."
وبينما كان المحتجون في ميدان التحرير يرددون هتافات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يرأسه وزير الدفاع والإنتاج الحربي المشير محمد حسين طنطاوي، قال مرسي: "لجيش مصر العظيم تحية خالصة من قلبي وحب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى." وأضاف "أحرص على تقويتهم وعلى الحفاظ عليهم وعلى هذه المؤسسة التي نقدرها جميعا." وسيشرع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي بتشكيل حكومته، بعد أن تعهد في أول كلمة وجهها إلى شعبه بأن يكون رئيسا "لجميع المصريين".
وتقول مصادر اعلامية ان هناك حديثا يدور عن ان مرسي يجري محادثات مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي حول دور سياسي محتمل له، مما يساعد في طمأنة غير الإسلاميين.
وقال مرسي في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" إنه يريد توطيد العلاقات مع إيران من أجل "خلق توازن استراتيجي في المنطقة".
وكان مستوى العلاقات بين البلدين قد تدنى على مدى الثلاثين عاما الماضية، لكن الطرفين أبديا الرغبة في إعادة المياه إلى مجاريها منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك.
ونسبت وكالة "فارس إلى مرسي القول إن توطيد العلاقات مع إيران "سوف يخلق توازنا لقوى الضغط في المنطقة وهذا جزء من برنامجي".
وقد يؤدي ذلك إلى تقويض مساعي القوى الغربية لعزل إيران على خلفية برنامجها النووي التي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران.
وكانت إيران قد وصفت فوز مرسي بأنه "رؤية رائعة للديمقراطية تشكل المرحلة الأخيرة من اليقظة الإسلامية".
وتعهد محمد مرسي في سياق ذي صلة، بأن يحترم كافة التعهدات التي كان قد قطعها على نفسه كمرشح رئاسي وأن يكون "رئيسا لكل المصريين" وأن يحافظ على العلاقات والمعاهدات والمواثيق التي وقعتها الحكومات المصرية السابقة مع دول العالم كافة.
واعترف المرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق بالهزيمة، وهنّأ مرسي واصفا مهمته بأنها صعبة.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم انتقال مصر إلى الديمقراطية، وبالعمل مع مرسي "على أساس الاحترام المتبادل.. لخدمة المصالح المشركة" بين مصر والولايات المتحدة.
وشكر مرسي "الشعب المصري العظيم" وأسر الشهداء والشرطة. وأكد الحرص على الحفاظ على الجيش الذي وصفه بأنه "مؤسسة عسكرية عريقة".
وقال مرسي إنه لن يسعى للقصاص من أحد سواء أكان في الجيش أو الشرطة أو أي مصري كان، قائلا إن اليد الطولى ستكون للقانون فقط. وقال "من يرتكب الجريمة يُعاقب عليها بالقانون".
كما تعهد باحترام سلطة القضاء والقضاة ووصفهم بأنهم "السلطة الثالثة التي ستظل شامخة ومستقلة ومنفصلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية". وقال مرسي: "إنني اليوم رئيس لكل المصريين أينما وجدوا، في الداخل والخارج، في الشرق والغرب، في الشمال وفي الجنوب، في كل المحافظات. أنتم أهلي جميعا، مسلمون ومسيحيون، رجال ونساء، كبار وصغار. أنتم أهلي جميعا، وسأكون على مسافة واحدة منكم جميعا، لا تمييز إلا بمدى احترام القانون".
وقال الرئيس المصري المنتخب: "إن مصر التي أبهرت العالم بثورتها وبتضحيات شعبها، وفي انتخاباتها، بحاجة الآن إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يجني هذا الشعب الصابر ثمار تعبه ونضاله". وأضاف: "الثورة مستمرة حتى تتحقق كل أهدافها، ومعا سنواصل هذه المسيرة. اليوم أنتم مصدر السلطة كما يرى العالم كله في هذه الملحمة والمنظومة العظيمة". ومضى إلى القول "إن الشعب المصري عانى من الظلم والقهر، وحان الوقت لكي يجد العدل".
وخاطب مرسي المصريين قائلا: "لقد حمّلتموني مسؤولية ثقيلة، لقد وليت عليكم ولست بخيركم، وإنني سأبذل كل جهدي لأوفي بكافة الالتزامات والتعهدات التي قطعتها". وقال: "إنني في هذه اللحظة التاريخية أدعوكم لتقوية وحدتنا الوطنية وتمتين الأواصر بيننا. فنحن جميعا مصريون، وإن اختلفت اجتهاداتنا، ولا مجال للتصادم، ولا مجال للتخوين بيننا".
ودعا مرسي شعبه إلى الانطلاق معه "نحو مشروع شامل لنهضة مصرية حقيقة، ولتوظيف حقيقي لكل مواردنا، هي نعم الله علينا، ونحن اليوم بصدد إدارة هذه الموارد".
ومضى إلى القول: "نحن كمصريين، مسلمين ومسيحيين، سنواجه معا كافة المحن والمؤامرات، ونصر معكم وبكم على إبهار العالم وتحقيق الكرامة والاسترخاء والعيش الكريم".
وأردف بقوله: "أنا عازم معكم وبكم على بناء مصر الديمقراطية الدستورية الحديثة، وسأعمل جاهدا معكم وبكم للحفاظ على أمن مصر القومي بكل أبعاده المحلية والإقليمية والدولية".
وأكد مرسي أن مصر تحت قيادته ستحافظ على كافة المعاهدات والمواثيق الدولية وعلى الالتزامات والاتفاقيات، وعلى منظومة القيم المصرية والإنسانية، وعلى حقوق المرأة والطفل. وقال: "إن مصر ستحرص على بناء علاقات متوازنة بيننا وبين كل دول العالم، بحيث تقوم على المصالح المشتركة وعلى المنافع المتساوية والمتكافئة بين كافة الأطراف".
وأضاف: "لن نسمح بالتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، كما لن نسمح بالتدخل في شؤوننا، وليعلم الجميع أن قرار مصر سيكون من داخلها، وبإرادة أبنائها". وأضاف: "أن مصر قادرة بأبنائها وبأهلها وبقواتها المسلحة وبشعبها العظيم على أن تدافع عن نفسها ضد أي عدوان أو تفكير في العدوان ضدها".
وحول السبيل إلى تحقيق برنامجه، قال مرسي: "أدرك تحديات الوضع الراهن، ولكن بتعاونكم ستصبح مصر قوية وقائدة في عالمنا، فهذا هو قدر مصر، وهذا ما ينتظرها في المستقبل إن شاء الله". وقال: "نحن جميعا نفرح ونحتفل بهذه الديمقراطية العظيمة وبفوز بإرادة الأمة. وأردد أنني لن أخون الله فيكم ولن أعصيه في وطني". وختم بقوله: "نحن قادرون على المضي في هذه المسيرة إلى غد أفضل. البعض يرى ذلك بعيدا، ونحن نراه معا قريبا".

من نفس القسم الوطن