الوطن
الجماعات الإرهابية حاولت تموين وتسيير مدن مالية بالفدية
مراقبون أمنيون يؤكدون أن الاختطافات في الساحل مرتبطة بتوفر الأسلحة الليبية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 جوان 2012
قلل مراقبون أمنيون من مالي من قدرة الحركات الجهادية المسلحة المالية والعسكرية التي حددها تقرير الأمم المتحدة، مؤكدين أنها تقلصت بشكل كبير.
وكشف تقرير الأمم المتحدة مؤخرا أنه منذ بداية انتشار ظاهرة الاختطاف سنة 2003 تعرض 53 شخصا للاختطاف من قبل تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إضافة إلى الجماعات الإرهابية المسلحة الأخرى التي تنشط في منطقة الساحل مثل جماعة التوحيد والجهاد في حين تمكنوا من الحصول على مبلغ 120 مليون اورو من الفديات التي دفعتها عدة دول غربية لقاء الإفراج عن رعاياها الذين اختطفوا في منطقة الساحل.
وفي هذا السياق يرى المحلل الأمني عصمان آغ محمد أن أزواد بدت كمكسب بالنسبة للقاعدة، إلا أنها قد تكون سببا لسقوطها، فإرهابيو الساحل استعملوا الكثير من القدرات العسكرية والمالية في المواجهات المسلحة مع الجيش المالي حسب توضيح المحلل، لكن هذا النزيف المالي لم يتوقف مع السيطرة على أزواد. وأضاف عصمان "تصوروا أن الجماعات الإرهابية حاولت تموين مدن بكاملها ودفع رواتب العديد من المجندين ومحاولة تسيير قطاعات تحتاج لأموال ضخمة". وختم بالقول "كل ذلك أضعف إلى حد كبير القدرات المادية والعسكرية للإرهابيين، ولذا نفهم تشبثهم بالحصول على فديات جديدة مقابل إطلاق سراح ما تبقى لديهم من رهائن غربيين وجزائريين، وهو أشبه بعمل اللصوص حين ينفذون ما سرقوا من متاع".
من جانبه يرى محلل في شؤون الإرهاب المختار السالم في تصريح صحفي أن اختطافات القاعدة وأزمة مالي متصلة بتوفر الأسلحة الليبية، وأوضح سالم "الأموال المتحصل عليها من قبل الفديات وفرت الأسلحة بأسعار ميسرة"، مضيفا أن حركة أنصار الدين وحليفتها القاعدة تمكنتا من السيطرة على شمال مالي "بالاعتماد على تلك الأسلحة الفتاكة". عمار ضو، الممثل الدائم لمالي لدى الأمم المتحدة، صرح لمجلس أمن الأمم المتحدة في وقت سابق أن "وضع العدوان الذي نشهده اليوم مع انتشار الأسلحة هو نتيجة مباشرة للأزمة الليبية".
بدوره أعرب مجلس أمن الأمم المتحدة عن "قلقه العميق حول ارتفاع أعمال العنف التي تقوم بها الجماعات المسلحة في المنطقة، وهي ظاهرة تفاقمت بسبب انتشار الأسلحة".
في نفس السياق قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون يوم 4 ماي "في منطقة الساحل، كثرت الاضطرابات والعنف مؤخرا ضمن تداعيات الأحداث في ليبيا"، مشيرا إلى أن "التنظيمات الإرهابية تواصل البحث عن ملاذ جديد واعتماد تقنيات جديدة والبحث عن أهداف جديدة"، فيما أشار محمد آغ أحمدو، خبير في أمن الساحل، إلى أن الأمور كانت أسهل في الواقع بالنسبة لنشطاء القاعدة قبل سيطرتهم على مالي.