الوطن

هناك كتابات تصدر وراء البحار "تساوي بين الضحية والجلاد"

وزير المجاهدين يبرز معاناة وزارته في كتابة التاريخ الوطني ويصرح:

أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، أن وزارته تعاني في مجال كتابة التاريخ من وجود كتابات تصدر وراء البحار "تساوي بين الضحية والجلاد"، ويجعلون مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته ومعاناته "متساوية" مع الطرف المحتل.
وأوضح الشريف عباس خلال نزوله ضيفا على القناة الأولى للإذاعة الوطنية، أنه "لا يمكن أن نقدم شيئا نقول إنه في المستوى، لأننا نعاني في هذا المجال -كتابة التاريخ- وهذا راجع لوجود توجه كبير إلى استقراء التاريخ من وراء البحر، حيث هناك أناس لهم باع طويل في مجال كتابة التاريخ ويعدون من المراجع التاريخية حتى بالنسبة للمقاومة والثورة التحريرية".
وأشار الوزير أنه يلاحظ في كتابات هؤلاء الباحثين والمؤرخين أنهم "يساوون بين الضحية والجلاد ويجعلون مقاومة الشعب الجزائري ونضالاته ومعاناته متساوية مع الطرف المحتل"، معتبرا ذلك بـ"التغليط". وبالمقابل أكد ذات المسؤول وجود أسماء جزائرية تكتب في هذا المجال وإصدار وتصدر كتابات "نزيهة" مبرزا أن كتابة التاريخ في حاجة إلى "مادة خام" داعيا في هذا الشأن كل من شاركوا في الثورة لكتابة مذكراتهم.
وأشار في ذات الإطار إلى أن وزارتي المجاهدين والدفاع الوطني ستتكفلان بتكاليف طبع تلك المذكرات. وفي رده عن سؤال حول عدد الكتب التي سيصدرها قطاعه، أوضح ذات المسؤول أنه لا يهم عدد الإصدارات بقدر ما يهم مستوى محتوى هذه المطبوعات مشيرا إلى أن وزارته برمجت في المرحلة الأولى "500 عنوان بين طبع وإعادة طبع وترجمة بعض الكتب بالإضافة إلى طبع مذكرات".
وقال الشريف عباس إنه سيتم في ذات السياق مواصلة مشروع إنجاز سلسلة "أمجاد الجزائر" وهي عبارة عن شبه الكتيبات تسهر على إعدادها مجموعة من الأساتذة المختصين في المجال التاريخي. وبخصوص استرجاع أرشيف الجزائر الموجود في فرنسا قال ذات المسؤول إن الجزائر لم تستعد جلب أرشيفها قائلا إن ما استرجعناه لا "يمثل جزءا يستحق التكلم عليه" لأنه يعتبر حسب قوله "شيء يسير". ولم يفوت الشريف عباس الفرصة للقول في هذا السياق أن "ما أدلى به الرئيس الفرنسي الحالي (فرانسوا هولند) حول العلاقات الجزائرية - الفرنسية من تصريحات في حملته الانتخابية مشجعة، يتوخى منها أنها ستعمل على وضع العلاقة بين البلدين في أحسن صورها لخدمة مصلحة الشعبين"، مضيفا أن الجزائر تنتظر اليوم الأفعال الملموسة بعد توليه الرئاسة رسميا.
وفيما يتعلق بالتحضيرات للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال أكد وزير المجاهدين أنها على وشك الانتهاء، حيث تستعد كل محطة معنية بهذا الحدث لتدلي بما لديها للمواطنين. وأضاف أنه مهما كان الاحتفال بهذه الذكرى فإنه لا يمكن أن "نوفيها حقها" باعتبارها "نتاج كفاح ونضال مرير وثمرة تضحيات الشهداء" مشيرا إلى أنها ذكرى غالية على كل جزائري فخور بوطنه وثورته.
كما أوضح الشريف عباس أن الأعمال التحضيرية الخاصة بالأعمال السمعية البصرية يتجاوز عددها 100 شريط وثائقي تنقل قصص ومشاهد معبرة عن نضالات الشعب الجزائري. مشيرا إلى أنه تم إنجاز 20 شريطا وثائقيا من مجمل مئة شريط سيتم بثها عبر القنوات الجزائرية مع بداية 5 جويلية، مؤكدا على انتهاء إنجاز فيلم طويل حول الشهيد البطل أحمد زبانة، الذي سيتم عرضه على مختلف دور العرض في انتظار إتمام أفلام تخص زعماء الثورة أمثال العقيد لطفي والعربي بن مهيدي وكريم بلقاسم.
وأشار ذات المتحدث أن الاحتفال بالخمسينية ستتميز بإقامة معالم تذكارية ثابتة في كل عواصم الولايات لاسيما في الجزائر العاصمة، التي ستشهد تدشين -كما أعلن- معلم تذكاري ضخم في واجهة المطار الدولي، وهو عبارة عن زهرة الأقحوان فيها 50 ورقة ومصنوعة من البرونز. وقال الوزير إن هذا المعلم في طور الإنجاز خارج الوطن بدون الدخول في التفاصيل، مشيرا إلى إقامة معلم آخر وسط العاصمة. وفي الأخير كشف الشريف عباس عن تنظيم معرض للذاكرة والإنجازات في قصر المعارض حيث ستعرض كل وزارة على مدار 15 يوما أهم إنجازاتها خلال 50 سنة.

من نفس القسم الوطن