الثقافي

الساقي ترشح رواية "كولونيل الزبربر" للحبيب السايح لجائزة بوكر للرواية العربية

بالإضافة إلى عملين روائيين آخرين




أعلنت دار الساقي اللبنانية عن ترشيح رواية لحبيب السايح الموسومة بـ" كولونيل الزبربر " لجائزة بوكر للرواية العربية في دورتها الجديدة، بالإضافة إلى أعمال أخرى ويتعلق الأمر بكل من رواية "عاشقات النذل" لكمال الرياحي ورواية "أهل النخيل" لجلال جاسم حلاوي.
ويقدّم الحبيب السائح في روايته الجديدة "كولونيل الزبربر" تاريخ الجزائر الحديث، ابتداءً بثورة التحرير ضد الاحتلال الفرنسي (1954-1962)، فالحصول على الاستقلال، وما تلا ذلك من أحداث، أبرزها "المحنة الوطنية" (1992-2002)، أو ما يعرف بالعشرية السوداء.
رواية تستلهم من التاريخ مادتها، ولكنها مع ذلك ليست رواية تاريخية، فالروائي لا يلجأ إلى سرد الأحداث التاريخية كما يمكن أن نقرأها في كتب التاريخ بل يروي تفاصيل هذه الحروب وبالأخص ما اعتراها من أخطاء وتجاوزات، ليقدّم صورة جديدة واقعية عنها، بعيداً عن الصبغة المثالية التي أُسبغت عليها، في محاولة لطرق أبواب المسكوت عنه.
الرواية تبدأ مع "طاوس الحضري"، التي يسلّم إليها والدها "فلاش ديسك" تتضمن مذكرات جدها "مولاي بوزفرة" الذي كان ضابطاً في جيش التحرير الوطني، وقد أورث هذه المذكرات لابنه "جلال الحضري" الملقب بـ"كولونيل الزبربر".
هذه المذكرات حفزت الابن ليكتب مذكراته أيضاً، ليسلم الاثنين فيما بعد إلى ابنته، "وجدته في المكتبة واقفاً ينتظرني. رازني بعتاب عابر، كأني تأخرت عنه. سلّمني بشماله مفتاح "فلاش ديسك". نطق "تجدين فيه ملفاً واحداً مهماً". وتبسم "ذلك ما يمكن أن ترثيه مني"، وأمال عينيه نحو الكومبيوتر "أفرغته!"، ثم تبسّم بسمة أطول "غسلت مخه!" ووضعه على سطح المكتب. كنت أستطيع أن أرى ثلاث صور فوقه: أمي باية الهائلة الشباب، شقيقي ياسين بهدوء البحر، وأنا كما أحببت أن يراني هو، الوالد - كولونيل الزبربر".
هكذا تتناوب ثلاثة أجيال في سرد الرواية، لكن من خلال قراءة "طاوس"، فتتداخل الأزمنة والأحداث تداخلاً يجبر القارئ على أن يبقي تركيزه في أعلى مستوياته، خاصةً أن الفضاء المكاني الذي تدور فيه معظم الأحداث التاريخية هو نفسه: "جبل الزبربر" الذي كان معقلاً للثوار أثناء حرب التحرير، وأصبح مكاناً تتجمع فيه الجماعات المسلحة في التعسينيات، وكان هذا الجبل شاهداً على كل تلك الحروب.
تشير الرواية بجرأة إلى ما غيّبه التاريخ الرسمي، فيروي الجد "مولاي بوزفرة" عن التصفيات التي حصلت بين الجنود والضباط الجزائريين بعد الاستقلال بتهم الخيانة والانفصال، وكيف تمّت تصفية المتعلّمين الجزائريين ممن انضموا إلى الثورة بذريعة أنهم درسوا في مؤسسات فرنسية وبالتالي مشكوك في ولائهم. ما كان من الجد إلا أن انسحب من الحياة العسكرية والسياسية احتجاجاً على تلك الممارسات، وخاصة بعد إعدام أحد زملائه الضباط، "بعد الذكرى الثانية للاستقلال، غادر النقيب مولاي الحضري، المكنى بوزفرة، كل حياة لها علاقة بشؤون الدولة. لاحقاً، كان سيسجل أنه لن يبرأ من جرح إعدام العقيد شعباني "ذروة اللامسؤولية! خالص العبثية أيضاً!"، فشرف جندي مثله كان لن يسمح له بأن يزكي خرقاً فادحاً كالذي وقع في حق ذاك العقيد".
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي