الثقافي
جدل حول أزمة الثقافة والمثقف في العالم العربي إزاء الوضع الراهن
ضمن ندوات مؤتمر "الثقافة العربية... استحقاقات مستقبل حائر"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 نوفمبر 2015
شهدت الجلسة التي عقدت بعنوان "الأدب في الوطن العربي... الواقع ورؤى المستقبل"، ضمن فعاليات مؤتمر "الثقافة العربية... استحقاقات مستقبل حائر"، في مكتبة الإسكندرية في مصر، والذي يشارك فيه ما يزيد عن 300 مثقف مصري وعربي، جدلاً كبيرًا حول أزمة الثقافة والمثقف في العالم العربي، إزاء ما يواجهه في الأوضاع الراهن.
في البداية استهل الجلسة التي رأسها الأديب الجزائري واسيني لعرج؛ الأستاذ بجامعتي السوربون والجزائر، وتحدث خلالها الكاتب والمفكر السوري محي الدين اللازقاني عن حال الأديب في الوطن العربي، مشيرًا إلى أن العالم العربي في حالة تقلقنا جميعًا، وخاصة حالة الأديب العربي عندما يقف منبهرًا بالثقافة والحضارة الغربية، وهو ابن ثقافة وحضارة، وابن أدب مليء بالإنجازات.
وأكد "اللازقاني" أن التحدي الحقيقي للأديب العربي في هذا العصر الرقمي هو التحدي التقني؛ حيث أنه مازال الأدباء العرب لا يستخدمون التكنولوجيا، وأن المشكلة الأخرى هي وجود مجتمع لا يقرأ؛ حيث أن أرقام القراء في الربع قرن الأخير لم تتغير.
ولفت "اللازقاني" إلى أن النقطة التي تثار حينما يتعلق الأمر بمواقف الأدباء من السياسيين ومن الحكم ومن السلطة هي تناقضهم، فالمثقف العربي يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة الأمة والشعب حتى أن منظومة القيم التي كان ينادى بها نجد أنه لا يلتزم بها‘ فبعض كبار الشعراء والمثقفين الذين كانوا ينادوا في كتابتهم قبل الربيع العربي بالحرية والديمقراطية وقفوا مع الحكام المستبدين عند قيام ثورات الربيع العربي، وأغلقوا الأبواب في وجهة الديمقراطية.
ومن جانبه أشار الدكتور شعيب خليفي؛ الأستاذ بجامعة الدار البيضاء بالمغرب، إلى أن الحديث عن الثقافة والحديث عن المثقف والحديث مع المثقف وفى قضايا المثقف في هذا المؤتمر هو حديث مرتبط بالأمل، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الثقافة هي المجال الوحيد للخروج من المحن التي نعيش فيها، وهذا ليس تضخيمًا لدور الأدب والثقافة ولكنها حقيقة؛ حيث أن الكثير من مشاكلنا إذا لم تُحل ثقافيًا لن تجد السبيل إلى ذلك.
وبدوره أكد الدكتور محمد أبو الشوارب؛ رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، أن أزمة الواقع الذي نعيشه الأن في الحياة الأدبية والثقافية ترتد إلى مرحلة عصر النهضة، هذه المرحلة الذي اكتشف فيها الإنسان العربي بصفة عامة والمثقف العربي بصفة خاصة أنه ربما يكون متراجع إلى حد كبير عن اللحاق بركب الثقافة والحضارة العالمية، وفي هذه اللحظة شعر المثقف العربي بالانبهار، وهذا الانبهار هو الذي جعله يقف في مرحلة تالية، ويكون بالاستمرار رد فعل، ويكون دائمًا ملاحقًا للمنتج الثقافي الغربي.
ف. س