الوطن

فرنسا.. الحرب

باريس تنام على وقع عمليات انتحارية خلفت عشرات الضحايا



اهتزت فرنسا، ليلة الجمعة إلى السبت على وقع هجمات وتفجيرات تبنّاها تنظيم "داعش" الإرهابي، أودت بحياة أكثر من 125 شخص وخلفت عشرات الجرحى من بينهم 80 شخصا في حالة خطيرة، عجلت بالإعلان عن حالة طوارئ وحداد وطني لثلاثة أيام، وحظر التظاهرات العامة امتد إلى عدّة عواصم أوروبية أخرى من منطلق أن الحادث الذي جاء توقيت تنفيذه دقيق جدا في نظر مراقبين ستكون له تداعيات أخرى على عواصم غربية، وقد عاشت باريس الساعات الماضية ليلة " رعب " على حدّ تعبير الصحافة الغربية ومجزرة دموية لم تشهدها من قبل نفذها 8 انتحاريين، عثر على سبعة منهم فيما يبقى الثامن محل بحث، وقد دفع الحادث إلى اتخاذ فرنسا إجراء يقضي بوقف العمل بتأشيرة شنغن، التي تسمح لجميع حامليها بالتنقل بين الدول الأوروبية، وقررت السماح لمواطني الدول الأوروبية فقط بالسفر إلى فرنسا، بحسب تقارير إعلامية فرنسية، بينما أكد أغلب قادة العالم في رسائل وبرقيات تعزية ومواساة للرئيس الفرنسي عن تضامنهم المطلق مع ما وصفوه بـ"الحرب على الإرهاب".
والملفت للانتباه أن النقاط التي وقعت فيها التفجيرات كانت تعج بالمواطنين، ومن حسن الأقدار أن المنفذين لعملية ملعب حديقة الأمراء لم يتمكنوا من دخول الملعب ومنعوا، وتقول بعض المصادر أن من بين الضحايا عون أمن من أصول جزائرية وبالتحديد من مدينة بسكرة، كما كانت الكارثة الكبرى والضحايا الأكبر في قاعة مسرح " باتاكلان " التي شهدت بعد تنفيذ العملية الأولى حجز الرهائن لم تدم طويلا بعد تدخل القوات الخاصة ومحاولة إنقاذ الرهائن. وتجدر الإشارة أن القاعة تسع ما يقارب 1500 شخص، وقد تم إجلاء أغلبهم، فيما سقط في الموقع: 82 ضحية بعد أن اقتحم عدد من المسلحين غير الملثمين مسرح باتاكلان الذي كان يقدم حفلة لموسيقى الروك وباشروا بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور، بعدها احتجزوا رهائن لمدة ثلاث ساعات تقريبا، وجرت بعد ذلك عملية احتجاز الرهائن واستمرت حوالي ثلاث ساعات، وقتل ما لا يقل عن 82 شخصا.
وقال الشاهد بيار جانازاك الذي كان موجودا في المسرح "سمعتهم بشكل واضح يقولون للرهائن "إنها مسؤولية هولاند، إنها مسؤولية رئيسكم، ما كان عليه التدخل في سوريا"، وقال شاب آخر يدعى لويس كان موجودا أيضا في المسرح ساعة الهجوم "تمكنت برفقة والدتي من الهروب من مسرح باتاكلان وتجنبنا الرصاص، شاهدت الكثير من الأشخاص على الأرض".
في الوقت نفسه تقريبا وقع على مقربة من ملعب "حديقة الأمراء" شمال باريس حيث كانت تجري مباراة في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا، وتم على الفور إجلاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي كان يتابع المباراة وأقفلت كل مداخل الملعب، ودوت ثلاثة انفجارات حول حرم الملعب وقتل شخص إضافة إلى ثلاثة انتحاريين. وفي شرق باريس في شارع شارون قتل 18 شخصا وسط مشهد يذكر بمشاهد الحرب، وعلى مسافة غير بعيدة شمالا حصل إطلاق نار عند تقاطع شارعي بيشار وأليبير ما أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل، وعلى بعد مئات الأمتار من مسرح باتاكلان أطلقت النار في شارع لافونتين أو روا ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص برصاص "سلاح رشاش" بحسب شهود عيان، كما وقع هجوم آخر في جادة فولتير أدى إلى وقوع قتيل وسقوط الانتحاري.

الصحف الفرنسية بعد اعتداءات باريس: إنها الحرب

في الوقت الذي تَرُوج فيه بعض الأخبار عن العثور على جواز سفر سوري بالقرب من مكان الاعتداء الإرهابي بالقرب من ملعب حديقة الأمراء، فإن وسائل الإعلام في فرنسا ودول الغرب قد أجمعت على أن ليلة الجمعة إلى السبت كانت ليلة حرب إرهابية حقيقية وانتهت بمجازر لم تعرفها فرنسا من قبل، وقد خرجت الصحف الفرنسية، صباح أمس، وبعد ليلة الدامية، بعناوين متقاربة جداً، لتوصيف ما جرى في العاصمة الفرنسية. فصحيفة "ليبراسيون"، التي كان موقعها من أنشط المواقع لنقل الأخبار، طول الليل، عنونت صفحتها الأولى وملفها الكبير، خمس صفحات، "مذابح في باريس"، حيث عرفت باريس "موجة اعتداءات، لا سابق لها"، في حين أن عنوان صحيفة لوباريزيان كان هو: "مجزرة إرهابية في قلب باريس"، أما لوفيغارو فكان العنوان: "حرب في قلب باريس"، في حين أن صحيفة لوموند اختارت عنوان: "الرعب في باريس"، ومن جهتها اختارت صحيفة "ليكيب" الرياضية عنوان: "الفظاعة"، كما أن عناوين صحف كثيرة منتشرة في فرنسا كانت عن "الحرب في قلب باريس" و"باريس تتعرض للهجوم: 150 قتيلاً"، كما فعلت صحيفة "لاريبوبيليك دي بيريني"، أو "فرنسا في حرب"، كما نقرأ في "إست ريبوبليكان"، و"ليلة دامية في شوارع باريس"، كما عنونت "كوريي بيكارد".



إكرام. س/ الوكالات

من نفس القسم الوطن