الثقافي
قضايا الأمن والإرهاب ورهانات الأزمتين الليبية والسورية تستقطب الناشرين العرب
كانت في صلب أجنحة الناشرين العرب المهتمين بالشأن الدولي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 نوفمبر 2015
- الرهان الاستراتيجي الغربي في سوريا وعلاقته بمستقبل اتخاذ القرار الدولي
- ليبيا... "حالة متعثرة ومستعصية على الحل السلمي"
هيمنت المواضيع المتعلقة بقضايا الإرهاب والأزمات السياسية والأمنية الراهنة خاصة في سوريا وليبيا وآثارها على التوازنات الجيوسياسية ومستقبل العلاقات الدولية في العالم على الإصدارات المعنية بالشأن الدولي في الطبعة العشرين للصالون الدولي للكتاب، ويتضح جليا للمهتمين بالشأن الدولي من زوار قصر المعارض بالجزائر العاصمة الذي يحتضن تظاهرة الصالون أن الأزمة السورية شكلت محور أغلب المؤلفات المتخصصة في العلاقات الدولية والقضايا الجيوسياسية الراهنة باعتبارها أزمة أدت إلى "تغير عميق في طبيعة التوازنات السياسية"، وتختلف وجهات النظر ومقاربات التحليل بين الكتاب، فمنهم من يؤكد على فكرة "التآمر الدولي" على المنطقة العربية وحرب للمصالح تتطلب المقاومة وبين من يصور الصراع على أنه مسألة "تغيير نحو الأفضل".
الأبعاد الجيوسياسية للأزمة السورية بوصفها "جبهة مقاومة" ضد المخططات الغربية
ففي كتاب "صراع القوى الكبرى في سوريا: الأبعاد الجيوسياسية للأزمة" يوضح الباحث اللبناني جمال الدين واكيم كيف أن عودة كل من روسيا وإيران إلى الساحة الدولية عسكريا وسياسيا أثرت بقوة على واقع العلاقات الدولية ورجحت موازين قوى النفوذ العالمي، ويقدم الكتاب سوريا على أنها "حالة صراع ثابتة منذ 3 آلاف سنة" وأن سوريا الراهنة هي "جبهة مقاومة" ضد المخططات الأمريكية القائمة أساسا على أمن إسرائيل والسطو على النفط من خلال تدمير الآخر.
وبلغة الأرقام يقدم الأردني هادي زعرور في كتابه "توازن الرعب"، المقدرات العسكرية لكل من روسيا وأمريكا وكوريا الشمالية وحزب الله وإسرائيل بإعتبارها "قوى مؤثرة في واقع العلاقات الدولية" ويستشرف "لأول مرة سيناريوهات دقيقة لحروب مستقبلية" يتم منذ الآن رسم خططها الإستراتيجية.
في نفس السياق يقدم الصحفي الأمريكي ريز إرليخ، في مؤلف استشرافي يحمل عنوان "داخل سوريا، قصة حرب وما على العالم أن يتوقع"، حقائق قال أنها "مقلقة ولكنها مقنعة"، خاصة وأنه لم يكتف بتسليط الضوء على ما يجري في سوريا فحسب بل أبرز مدى أهمية هذه الأحداث في منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة والعالم بأسره.
الرهان الإستراتيجي الغربي في سوريا وعلاقته بمستقبل إتخاذ القرار الدولي
بالمقابل، تتبني إصدارات أخرى وجهة نظر مغايرة حول الأزمة السورية وتقدمها على أنها "معضلة" تعيق التنمية والديمقراطية في المنطقة والعالم مثلما تتصوره وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في مذكراتها المعنونة "الخيارات الصعبة"، وتحدثت كلينتون من نفس الرؤية عن الجهود التي بذلتها من أجل إقناع وزير الخارجية الروسي، سرغي لافروف، بالتخلي عن دعم "النظام السوري" أو على الاقل الضغط عليه من خلال تبنى مشاريع القرارات التي تطرحها واشنطن في الأمم المتحدة حول سوريا.
وتقول هلاري كلينتون، في ذات المؤلف الذي حقق مبيعات معتبرة، أن لافروف رفض دوما الضغط على بشار الأسد، معتبرا أن "إنهيار نظام الأسد سيؤدي بسوريا إلى ما هي عليه ليبيا اليوم" وذلك على الرغم من كل الضمانات التي قدمتها واشنطن لتفادي أية إنزلاقات أمنية، كما تناولت هذه المذكرات التي جاءت في أكثر من 580 صفحة، التوازنات الإقليمية ذات العلاقة بالأزمة السورية قائلة أن "قرار واشنطن دعم المعارضة في سوريا وتسليحها تم بمساندة العديد من القوى الإقليمية".
أما الخبير الإستراتيجي الأمريكي نعوم تشومسكي فقد تطرق في كتاب "صناعة المستقبل"، الذي حقق هو الآخر مبيعات كبيرة، حسبما أكده في تصريح للصحافة كمال حسن ممثل شركة المطبوعات اللبنانية صاحبة الإصدار في نسخته العربية، إلى إنعكاسات الصراع في المنطقة العربية على مستقبل آليات إتخاذ القرار الدولي. وهو الكتاب الذي يبدى فيه مؤلفه تحكما واضحا في تحليل الوضع الدولي وقدرة فائقة على الإستشراف.
عناوين أخرى لخبراء وباحثين أمركيين وأوروبيين تتناول ظاهرة الإرهاب الدولي وما يتعلق بها من خطر على واقع ومستقبل العلاقات الدولية على غرار كتاب "حروب الأشباح" للباحث الأمريكي ستيف كول.
ليبيا... "حالة متعثرة ومستعصية على الحل السلمي"
وإلى جانب الأزمة السورية، تتناول عديد المؤلفات الحالة الليبية مع إجماع على أنها "حالة متعثرة ومستعصية على الحل السلمي". وتقدم هذه الاصدارات تحليلات تعود بالقارئ إلى أحداث 2011 التي أدت إلى سقوط نظام معمر القذافي وإلى طبيعة المجتمع الليبي والتأثيرات الخارجية، فعلى سبيل المثال، يستعرض كتاب "ليبيا، ثلاث سنوات إنتقالية دامية" لصاحبه يوسف أمين شاكر (ليبيا) حصيلة أربع سنوات كاملة مضت على عملية التغيير السياسي "الحادة" في البلاد بكل ما لها وما عليها.
ويعتبر المدير السابق لمركز "أكاكوس" (منطقة جنوب ليبيا) للدراسات الإستراتيجية أن القضية الليبية "لم تتضح هل هي ثورة أم هي مؤامرة سياسية شارك فيها الجميع أم هي حالة وسط بين هذين الحدين السياسيين". واعتبر أن "المحصلة الطبيعية للمراحل الإنتقالية في ليبيا هي هذا الإقتتال الأهلي وما يواليه من إستنزاف مادي ومعنوي غير مسبوق".
في نفس السياق، تؤكد السياسية الأمريكية من أصول إفريقية سينتيا مكني في كتابها " الحرب اللاشرعية على ليبيا "أن "الهدف من الحرب على ليبيا لم يكن أبدا إنقاذ الشعب الليبي من نظام القذافي وإنما القضاء في المهد على خطط للعمل من أجل جعل الذهب عملة التعامل في إفريقيا ورفض الدولار الأمريكي".
ويتعامل هذا الكتاب، الذي يحوي إسهامات عدة شخصيات، مع الخلفيات السياسية والإقتصادية للحرب على ليبيا من خلال عرض تحليلي للمخططات الغربية للقضاء على كل مقدرات النهوض في إفريقيا.
مريم. ع