الوطن
مشروع إصلاحي للمجتمع والدولة وتأكيد قوة الوسطية والاعتدال
الشيخ مصطفى بلمهدي في مبادرة تحظى بقبول داخلي وخارجي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جوان 2012
دعا الشيخ مصطفى بلمهدي، الرفيق الثالث لنحناح بعد بوسليماني رحمهما الله، الى مبادرة تجمع المقتنعين بمنهج الوسطية والاعتدال في عهد نحناح من حركة حمس والتغيير، والذين التفوا حوله، وهذا من خلال نداء "البدار" الذي أطلقه أمس من البليدة كمشروع يعيد الأمور الى سابق عهدها، والذي اعتبر كخط ثالث أمام حمس والتغيير للتوحد على نهج نحناح من جديد.
في قاعة التوري بالبليدة وبحضور قيادات وشخصيات أساسية منها سالم شريف والوزير عبد القادر بن قرينة وأحمد الدان والشيخ صالح محجوبي والشيخ مكركب، إضافة الى الحاج الطيب عزيز، إضافة أيضا الى أسماء كثيرة شغلت مناصب قيادية في عهد الشيخ محفوظ نحناح، تم إلقاء كلمة الى الحضور، حيث أشار الشيخ بلمهدي في ندائه الصادر أمس والمعنون والذي قرأه أمام الحضور، "نداء الوفاء لعهد الشيخ نحناح وأمانته"، إلى دعوة صريحة لكل الباقين على عهد الشيخ الراحل محفوظ نحناح، سماها "البدار البدار من أجل الحرص على الأمانة لحماية الفكرة وانتصارا للحق، وأوضح مصطفى بلمهدي في ندائه، أنه قرر رفقة مجموعة من الذين يثق في دينهم وحرصهم على المنهج، أن ينادي المخلصين من ثمار الشيخ محفوظ نحناح في ذكرى وفاته، للوفاء للفكرة والمشروع، والبناء المتجدد المفتوح لجميع الخلص والصادقين مع الثوابت، من أجل الدعوة والرسالة، وخاطب رفقاءه في النضال أيام الشيخ الراحل قائلا "فيا أيها الأحبة الذين رفعتم شعار العلم والعدل والعمل والحرية والتنمية والبناء"، داعيا إياهم الى أمر جامع تتمازج فيه الأرواح والقلوب وتشحذ فيه الهمم والإرادات وتقوى فيه أواصر الأخوة وثقافة الحب من أجل جهد خالص وفكرة نقية خدمة للدين والشعب والوطن، وهي إشارة واضحة للم شمل الحركة بعد أن تفرقت إلى حركتي حمس من جهة والتغيير من جهة أخرى، كما اعتبر بلمهدي هذه المبادرة بأنها موعد مع التاريخ لوضع الأمور في نصابها لاقتضاء واجب الوقت والحال من خلال، رفع راية صف واحد وأخوة تنتظم في عقد ولاء رباني خالص لله ليس فيه شركاء متشاكسون، بل إخوان متعاونون يؤثرون على أنفسهم ويضحون لمشروعهم، ينطلقون من محاضن الرسالة، وذكّر بضرورة الوفاء للمنهج الأصيل والحركة المباركة التي أسس لها نحناح والشهيد محمد بوسليماني رحمهما الله، ومجموعة من إخوانهما رواد الدعوة المتوازنة والعمل المتكامل والوطنية الصادقة في الجزائر منذ الستينيات.
هذا ويعرف عن مصطفى بلمهدي أنه التزم الحياد في الصراع الدائر بين حركتي حمس وجبهة التغيير بقيادة كل من عبد المجيد مناصرة وأبوجرة سلطاني، كما لم يدعم طرفا على طرف خلال الانتخابات الأخيرة، الى جانب التزامه بنهج الشيخ نحناح في مسار الإصلاح والتربية، والتف حوله الكثيرون من أبناء الحركة المقتنعين بنهج الراحل نحناح، وقد بلور رفقتهم فكرة "البدار" التي من شأنها أن تكون طرفا ثالثا يمهد الطريق لتوحيد حركة حمس وجبهة التغيير، وقالت مصادر مقربة، بأن هذا المشروع بحظى بدعم علماء ودعاة في الخارج، كما تشير بعض المصادر الإعلامية إلى أن بلمهدي يحظى باحترام كبير لدى جماعة الإخوان المسلمين، وقد جاءت مبادرة الشيخ في وقت تشهد فيه الجزائر تطورا في الوضع السياسي، سهل بروز دعوة كهذه، والتي من شانها أن تحدث صدى وسط الأحزاب الإسلامية في الجزائر.
وقد كان لغياب الشيخ مصطفى بلمهدي عن الاستحقاقات الأخيرة كثير من التساؤلات، ورفض في كل مرة الإجابة عن أسئلة الصحافيين. وتفيد مصادر قريبة من الشيخ مصطفى أن هناك تجاوبا كبيرا مع هذه المبادرة وخاصة من الطرف الذي تبنى نهج الصلح بين الطرفيين، إضافة الى المنتسبين الى حركة التغيير الذين يرفض مناضلوها أن يعتبروا هذه المبادرة انشقاقا بقدر ما هي جهد آخر في لم الشمل وتصحيح المسار. ويصر البعض على أنهم لا يحرصون على الأشكال بقدر حرصهم على المنهج والأفكار. ويتداول داخل صف المناضلين أن هذه المبادرة تلقى إجماعا كبيرا وأن لقاءات ماراطونية في كل الولايات قد بلورت هذه المبادرة.