الثقافي

مسرحية "هارمونيكا" في جولة فنية عبر المسارح الجهوية

أنتجت في إطار محافظة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية




يرتقب أن يسافر القائمين على مسرحية" هارمونيكا "، المنتجة حديثا في إطار عاصمة الثقافة العربية 2015، عبر مختلف المسارح الجهوية الموزعة عبر الوطن من أجل تقديمها أمام الجمهور، أبرزها المسرح الجهوي لمعسكر والمحافظة على تقديم ثلاثة عروض بقسنطينة و3 أخرى بالمسرح الوطني الجزائري، فضلا عن برمجة عروض أخرى وولايات أخرى من مختلف جهات الوطن.
يبدأ العرض بالبطولة المطلقة للصمت إلى أن تكسره نغمات الهارمونيكا الرقيقة، ويتجسد الديكور الذي يشبه أطلال الآثار الرومانية، ليدخل الصحفي إيدير بن عمر ويتأمل بابا كبيرا ويصوره ويدقه، ليسمع من خلاله صوتا خفيا يتحاور معه، وهو صوت الأديب المعروف (خالد بن طوبال) الذي يريد إجراء حوار صحفي معه؛ باعتباره مهتما بالشؤون الثقافية في المجلة التي يعمل بها، وهنا يجري جدال فلسفي حاد.
يفتح بعدها الباب لكن بدون إيدير، الذي سوف يظهر في المشاهد اللاحقة، أما المشهد الأول فيبدأ حين يفتح الباب ويدخل منه الكاتب الجزائري خالد الذي تنتابه بعض الذكريات وهو يدخل مدينة باريس. يحل ضيفا خفيفا على عائلة سيمون، هذا الأخير الذي عاش طفولته معه بالجزائر، وهكذا يتعرف على زوجته مونيك وابنته نيكول، فيسهب في الحديث عن الجزائر وعن زوجته الحبيبة وريدة وأبنائه فريد ومليكة ومراد وعن كل قطعة في قسنطينة المدينة الوحيدة، التي يرى سكانها الطيور من تحتهم بفضل جسورها المعلقة، وهنا يكون الحوار بالدارجة عند مخاطبة سيمون أو أحد الجزائريين المقيمين بفرنسا وبالعربية الفصحى الراقية والشاعرية حين الحديث إلى الفرنسيين.
المسرحية نموذج من نصوص تنتمي لأدب المقاومة، وتعكس إبداعات الراحل مالك حداد بلغة شعرية ترفض اللاعدالة والظلم المسلَّط على أبناء جلدته خلال الفترة الاستعمارية.
المسرحية ترجمة لنص أدبي شعري لمالك حداد، جُسّد بتمكن فوق خشبة المسرح، وكان أهم محاوره اللاعدالة وعرض همّ الإنسان الجزائري الذي كان يكره الحرب، إلا أنه كان مرغما على دخولها.
المسرحية تجسيد لمقاطع روائية؛ لذلك فهي موجهة أساسا لجمهور نخبوي، مسرحية "هارمونيكا" تكريم لمالك حداد، هذا العملاق الذي كانت رواياته توضع فوق مكتب الرئيس الفرنسي ديغول ليقرأها.
للإشارة، فإن "هارمونيكا" هي الآلة الموسيقية التي أعطاها خالد بن طوبال للشاب الجزائري ليعزف عليها، كما أن مالك حداد تحدّث عنها كثيرا في كتاباته؛ لأنها ترمز للتناغم الإنساني ونبذ الحروب.
ترددت العديد من الأغاني باللغة الفرنسية طيلة العرض التي تنتمي لفترة نهاية الخمسينات وبداية الستينات، وهي نصوص كتبها أحد أهم الشعراء الذين تأثر بهم مالك حداد، وهو لويس أراغون الذي كان مناصرا للثورة الجزائرية، فكانت المسرحية بمثابة تخليد لهذه الصداقة الأدبية، عبر دمج شخصيات مالك حداد بكلمات لويس أراغون التي غناها مغنون كبار، على غرار لينا سيمون، ليو فيريي وجون فيرا، ناهيك عن أنغام المالوف الأصيلة التي ارتبطت بكل حديث عن الجزائر.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي