الوطن

"الوكريف" خيار الجزائريين للتضحية بأقل الأسعار

في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الأغنام كل سنة


•    عزاوي الجيلالي: الموال والمستهلك ضحية تلاعب.. وشراء العجول يمثل حلا لكثير من العائلات
•    حجيمي: الاشتراك في أضحية العجل يجوز ولكن..!

تحول شراء العجول أو "الوكريف" لخيار الكثير من الجزائريين خلال عيد الأضحى، خاصة في ظل الارتفاع المتزايد لأسعار الأغنام مقارنة بأسعار العجول التي تشهد نوعا من الاستقرار، حيث فضلت الكثير من الأسر الجزائرية، الاشتراك في تكاليف أضحية العيد المبارك، حتى لا تحرم من أجر النحر، وشراء العجول بدل الخرفان.
اختارت الكثير من العائلات الجزائرية التضامن فيما بينهم من أجل شراء أضحية العيد في شكل عجل بدل خروف حيث خصصوا مبالغ مشتركة تتناسب وميزانياتهم، ليتمكنوا من اقتناء أضحية العيد، حيث تعرف أسواق الماشية هذه الأيام إقبالا متزايدا للمواطنين على شراء العجول لنحرها يوم العيد، وهذا بعد الارتفاع الكبير لأسعار الأغنام التي تراوحت بين 4 و8 ملايين، وهو الأمر الذي فاق القدرات المالية لأغلب الجزائريين، ما جعل التوجه نحو العجول بدل الخرفان خيارا أمثل بالنسبة للكثرين.
وقد أضحت رؤوس الأبقار مثلما وقفنا عليه تظهر جنبا إلى جنب مع الكباش أمام بوابات المنازل والساحات العامة بعد سنوات طويلة من العزوف والرفض المطلق لأضحية البقر التي كانت ترمز إلى رفع المكانة الاجتماعية لغلاء أثمانها، وبات العجل يزاحم الخرفان في العديد من المدن وعلى وجه الخصوص العاصمة، التي تحول فيها نحر العجل يوم العيد إلى "موضة" ومصدر للتباهي، ولم يعد مقتصرا على بعض العائلات البسيطة التي تلجأ إلى الاشتراك في الأضحية التي عادة ما تكون عجلاً بهدف الحصول على أكبر كمية من اللحوم.
من جهتهم أجمع عدد من المواطنين لـ"الرائد" أن تفضيل بعض العائلات التضحية ببقرة بدل خروف يرجع لتعدد أفرادها، إذ لا يكفي كبش واحد لتمضية العيد، إضافة إلى الجانب الصحي، فالكل يعلم أن لحم الغنم يحتوي على كميات هائلة من الدهون، مما يفرز سعرات حرارية كبيرة بالجسم، والإكثار من تلك اللحوم، يؤدي غالبا إلى زيارة الطبيب بعد العيد، إضافة إلى أن الكثير من الناس أضحوا يعانون من عدة أمراض مزمنة كالسكري والكولسترول وأمراض القلب لذا يجري الابتعاد عن لحم الغنم انسياقا مع نظام الحمية المفروضة عليهم من طرف الطبيب.
من جهة أخرى يؤكد البعض أن توجه الجزائريين نحو التضحية بالعجل بدل الخروف راجع لتدني قدرتهم الشرائية وارتفاع أسعار الأغنام كل سنة وهو ما يتعذر على رب العائلة شراء خروف لوحدة لتكون طريقة الاشتراك في الأضحية أقل أضرار على ذوي الدخل المتوسط.
•    عزاوي الجيلالي: الموال والمستهلك ضحية تلاعب.. وشراء العجول يمثل حلا لكثير من العائلات

من جهته حمل رئيس فيدرالية الموالين عزاوي الجيلالي في اتصال هاتفي مع "الرائد" التجار الذين يلعبون دور الوسيط لبيع أضحية العيد، مسؤولية ارتفاع الأسعار كل سنة، معتبرا أن الموال والمستهلك مجرد ضحية، في ظل اقتصار مهمة الموالين على تمويل التجار بالفائض ولا علاقة لهم بارتفاع الأسعار، مؤكدا في سياق متصل أن ظاهرة شراء العجول لنحرها يوم العيد تعرف انتشارا كبيرا وسط العائلات، خاصة بعد ارتفاع أسعار الأضاحي كل سنة. وأضاف عزاوي أن أسعار العجول تتراوح بين 12 و18 مليوناً، ما يجعلها أحسن من الأغنام من حيث السعر وكمية اللحم، فشراء عجل بـ12 مليوناً حسب المتحدث أفضل من شراء أربعة كباش بـ20 مليونا خاصة إذا كانت من النوع الكبير في السن حيث يحصل المواطن على ما بين 15 و20 كغ من اللحم، بينما يتعدى وزن اللحم الصافي للعجل 100 كغ، ما جعل الكثير من العائلات تفضل العجل كأضحية بدل الخروف.
•    حجيمي: الاشتراك في أضحية العجل يجوز بضوابط

وعن رأي الشرع في القضية قال رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي في تصريح لـ"الرائد" أن الاشتراك في أضحية الخروف بالأموال لا يجوز شرعا وإنما يمكن لفرد من العائلة شراء الأضحية ومشاركة باقي أفراد العائلة في لحمه. بالمقابل يضيف حجيمي فأن القاعدة تتغير إن كانت الأضحية عجلا أو إبلا حيث قال أنه يجوز اشتراك سبعة أشخاص في الأضحية الواحدة. وأضاف حجيمي بأن أفضل أضحية بالنسبة للمذهب المالكي هي التضحية بلحوم الغنم لكن يجوز التضحية بالعجل ويجوز أن يشترك في دفع ثمنه حتى سبعة أشخاص وليس أكثر ويجازون جميعا كما يتقاسم الأجر والثواب أهل بيت المضحي الذي تنحر الأضحية باسمه. على أن يكون سن العجل ليس أقل من ثلاث سنوات وداخل في السنة الرابعة، استنادا لنفس المذهب أما الخروف فيشترط أن يكون قد دخل في سنته الثانية ولو بيوم واحد وتأتي الإبل في المرتبة الثالثة في قائمة الأضاحي.
من جهة أخرى قال حجيمي أن أضحية العيد هي سنة مؤكدة وليست واجبة وترتبط بقدرة المرء على اقتنائها دون أن يكون محتاجا لثمنها في شؤونه الضرورية خلال عام، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها يضيف حجيمي، فمن لم يقدر فلقد ضحى الرسول صلى الله عليه وسلم عنه وعن سائر أمته بكبشين أملحين أقرنين، مضيفا أن الحكمة من نحر الأضحية ليس التفاخر أمام الأبناء والجيران ولو اضطر للاقتراض والرهن، فهي أساسا مشاركة للحجاج في مناسكهم فقد شرع لهم الهدي وشرع لبقية المسلمين الأضحية وإحياء لسنة إبراهيم عليه السلام والتقرب إلى الله وطاعته


س. زموش

من نفس القسم الوطن