الوطن

مالي تحت مراقبة جوية فرنسية أمريكية استعدادا لتنفيذ غارات

حركتا خلال الشهرين الأخيرين أقمارا اصطناعية وطائرات بدون طيار


 دول الجوار تدعم الخطوة عدا الجزائر
كشفت مصادر إعلامية غربية عن دخول باريس وواشنطن خلال الشهرين الأخيرين في مشاورات مكثفة أفضت إلى الاتفاق على وضع شمال مالي تحت مراقبة جوية دائمة بواسطة الأقمار الصناعية، فيما حركت طائرات استطلاع وأخرى بدون طيار في خطوة يعتقد أنها تمهيد لتنفيذ عمليات إغارة ضد "جماعة أنصار الدين" والجماعات السلفية الجهادية.
 وبالموازاة مع امتناع الجزائر عن المشاركة في حملة عسكرية للقضاء على الجماعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، تظهر كل من الولايات المتحدة إصرارا على تطويق المحافظات التي سقطت بين أيدي السلطات المشتركة لحركة تحرير الأزواد وجماعة أنصار الدين المنتمية لتنظيم "القاعدة". وحركت طائرات نقل عسكرية وقوات خاصة إلى دول الجوار تمهيدا على ما يبدو لتدخل عسكري مباشر، حيث يحظى التدخل الأميركي-الفرنسي بدعم دول الجوار عدا الجزائر، إذ حض الرئيسان النيجري محمدو يوسفو والغيني ألفا كوندي على تدخل عسكري مباشر في مالي. وحددا هدف العملية بكونها ''ترمي لطرد الانقلابيين من العاصمة باماكو وإجلاء المجموعات المسلحة من شمال البلد". وفي هذا السياق تعترض الجزائر بقوة على إحالة ملف الأزمة المالية على ''مجلس الأمن''، وتعتبر أن الحل الممكن في شمال مالي ينبغي أن يقوم على ستة مبادئ بينها الحوار ورفض المساس بالوحدة الترابية للبلد.
ويتزامن ذلك مع حصول القادة العسكريين للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) على تعهدات من ثلاث دول بإرسال قوات عسكرية في إطار قوة التدخل العسكري في مالي، على الرغم من أن القوة لم تحصل بعد على دعوة من السلطات في باماكو أو دعم الأمم المتحدة.
وقال مسؤولون بعد اجتماع للقادة العسكريين في ساحل العاج أن كلا من نيجيريا والنيجر والسنغال ستسهم بالقوة الرئيسية التي تتكون من 3270 جنديا تكون مهمتهم في البداية دعم الجيش المالي المشتت وتحقيق الاستقرار السياسي، ثم التصدي للمتمردين في الشمال في حالة فشل المحادثات.
وانزلقت مالي إلى أزمة سياسية بعد أن أطاح انقلاب عسكري في مارس بالرئيس. واستغل انفصاليون ومتمردون فرصة عدم الاستقرار في البلاد وسيطروا على ثلثي البلاد الشمالي، مما خلق فجوة تقول الدول الاقليمية إن قوة خارجية يمكن أن تملأها.
وحذر قادة أفارقة من "افغانستان افريقية" بسبب وجود خلايا القاعدة ومقاتلين أجانب في مالي، لكن دبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قالوا إن المجلس ليس مستعدا بعد للموافقة على طلب الاتحاد الافريقي بدعم التدخل العسكري. وبعد أسابيع من إعلان ايكواس عن أن قوة التدخل أصبحت مستعدة، قال الجنرال صومايلا باكايوكو قائد جيش ساحل العاج إن بعض الضباط سيسافرون إلى مالي للقيام بمزيد من التخطيط المفصل خلال الأيام القادمة.
وقال مساء يوم السبت "المأمول أن نكون محل ترحيب إخوتنا في السلاح" مسلطا الضوء على المشكلات المحتملة مع الجيش المالي، الذي يريد مساعدة خارجية في التصدي للمتمردين لكنه رد بغضب على انتقادات الايكواس والعقوبات التي فرضتها الكتلة بعد الاستيلاء على السلطة.
ويقول دبلوماسيون إن تردد الأمم المتحدة في دعم القوة يرجع إلى غياب خطة واضحة للتصدي للأزمة سواء في العاصمة أو في الشمال. ولم يعد الرئيس المؤقت لمالي إلى بلاده بعد أن غادر إلى باريس لتلقي العلاج، بعد ان تعرض للضرب على يد جماعة اقتحمت مكتبه. وبعد أن فشلت قوات الأمن في التصدي للهجوم يقول بعض الدبلوماسيين إن ديونكوندا تراوري متردد في العودة لحين إارسال قوة اقليمية إلى مالي.

من نفس القسم الوطن