الوطن
جمعية العلماء المسلمين تحذر من سوء التعامل مع أحداث الجوار
بخصوص الوضع السائد في البلدان العربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جوان 2012
حذرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مما قد ينجر من سوء التعامل مع الوضع العام الذي يسود دول الوطن العربي بما في ذلك الجزائر، ودعت الى ضرورة الحفاظ على وحدة الأوطان والحذر من التدخل الخارجي الذي يهدد المنطقة العربية، والعمل على إصلاح المجتمع من الآفات.
وقالت في بيان لها صدر أمس عقب ختام الدورة العادية لمكتبها الوطني، إن الواقع الثقافي، والسياسي، والاجتماعي، والاقتصادي في الجزائر والدول العربية يمرّ بمخاض عسير، مشيرة في سياق مشابه، إلى بعض صور الانحراف الاجتماعي التي تفشت في المجتمع الجزائري كالتفكك الأسري، واعتداء الفروع على الأصول، وانتشار تعاطي المخدرات، وتفشي العدوانية، وغلبة اليأس على كثير من النفوس، وشيوع الانتحار بين الشباب والأطفال، وأشار البيان الذي حمل توقيع عبد الرزاق قسوم رئيس الجمعية، إلى أهمية التفكير في منهج تربوي يعيد بناء المواطن وفق المرجعية الوطنية العربية الإسلامية، ومن زاوية أخرى، أكدت جمعية العلماء على ضرورة صوغ المنظومة القيمية التي تتعرض للإتلاف، ودعت بالمناسبة العلماء إلى تحمل مسؤولياتهم الحضارية في الحفاظ على استقلاليتهم•
كما حذرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بيانها، من التوتر الذي تعيشه المنطقة العربية عامة، وأشارت الجمعية في ذات الصدد،إلى بعض صور الفساد السياسي كاستبداد النظم القائمة، وتهميش الطاقات الصامتة، والتحايل على الإرادة الشعبية، والتلاعب بالمواثيق، وتمييع القضايا الوطنية في ظل العولمة المتوحشة، وتعريض الأوطان إلى الانقسام، وحمل البيان خطابا تحذيريا للمسؤولين والقائمين على شؤون البلاد مفاده ضرورة توخي الحيطة في تسيير الأوضاع الراهنة، والتعامل معها بحذر، وما قد يحدثه سوء تسييرها من آفات وفتن في المجتمعات العربية، لاسيما مع ظهور ما اصطلح عليها بـ "ثورات الربيع العربي" التي رأت جمعية العلماء أنها قد حملت بشرى خير بتغيير سلمي عند انطلاقتها،حتى كاد أمل الشعوب في التغيير السلمي أن ينقلب إلى حسرة في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا، بعد أن سادت الفوضى على جميع الأصعدة، وبرأي العملاء المسلمين الجزائريين، فإنه في ظل الأوضاع السائدة والأخطار التي تهدد الوطن العربي، يجدر بالجميع الحفاظ على وحدة الأوطان، وحقن دماء الشعوب باعتبارها خطا أحمر، وما الى ذلك من حماية المكاسب الشرعية في نضالها ضد الاستبداد وعدم التفريط فيها.
وشددت الجمعية على احترام الإرادة السياسية للشعوب وضرورة العمل بثقافة التداول السلمي على السلطة وإيجاد حلول حاسمة للمشاكل الاجتماعية بالتركيز على التنمية الشاملة الناجحة.