الثقافي
"المعوقات الثقافية للتنمية في الجزائر" محور ملتقى دولي يقام نهاية السنة بجامعة الشلف
يناقش الخلفية الفكرية للمشروع التنموي الجزائري في شقه الاجتماعي والسياسي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أوت 2015
تنظم جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف نهاية السنة الجارية٬ أشغال الملتقى الدولي الأول حول موضوع"المعوقات الثقافية للتنمية في الجزائر"٬ وهو ملتقى يسلط الضوء من خلال 6 محاور رئيسية الخلفية الفكرية للمشروع التنموي الجزائري.
وجاء في ديباجة الملتقى بأن التفكير في هذا المحور جاء بناء على" شكلت العملية التنموية بأبعادها المختلفة (اقتصادية، اجتماعية، سياسية) هدفا لأغلب مشاريع التنمية في دول العالم، وخاصة النامية منها، إلا أن هذه المشاريع واجهت عقبات عدة، أثرت في مدى فاعلية هذه البرامج، ولم تكن الجزائر بعيدة عن هذا الإطار، بالرغم من أن عمليات التنمية فيها قد قطعت شوطاً طويلاً، غير أن الملاحظ على المشروع التنموي الجزائري الذي بدأت بوادره الفكرية والعملية منذ الاستقلال لم يحقق الأهداف التي رسم من أجلها، حيث واجه في مراحل معينة انتكاسات أدخلت الدولة والمجتمع في أزمة استمرت لعقد كامل".
كل هذا يقود إلى مناقشة المشروع التنموي الجزائري ليس في إطاره المادي التقليدي، ولكن في إطار الأفكار التي انطلق منها، وهل كانت تلك الأفكار مؤسسة على معطيات واقعية تنظر إلى الواقع الثقافي والاجتماعي للمجتمع الجزائري، فعلى مستوى الأيديولوجي التي انطلق منها المشروع التنموي، يُلاحظ أن هنالك تحولات ايدولوجية مرت بها الدولة الجزائرية منذ استقلالها، فقد بدأت الستينات إلى بداية التسعينات، ومن ثمة تحول الاقتصاد إلى نظام اقتصاد السوق بفعل الأزمة التي مرت بها الجزائر في التسعينات، وبفعل تحسن الاقتصاد منذ مطلع الألفية الثالثة، عادت الدولة لتجسد حضورها في كافة القطاعات، إذ لم يعد هنالك حدود واضحة لطبيعة نهج الدولة هل هو اشتراكي أم رأسمالي.
إن محاولة النهوض بالمجتمع وتنميته، دون النظر إلى واقعه الاجتماعي بموضوعية، يعني إغفال هدف التنمية، فالتنمية بأبسط معانيها تعني جمع القدرات المادية والمعنوية وتوجيهها لخدمة الفرد، فهي عملية تنطلق من الفرد وتنتهي به، تتجاوز الفرد كنظام ثقافي واجتماعي وبالتالي تتجاوز الهدف الذي رسمت من أجله العملية التنموية. إن للعناصر الثقافية في المجتمع تأثير في العملية التنموية سواء بدلالتها الايجابية أو السلبية، وإغفال هذه العناصر يعني إما أنك تجاهلت عناصر يمكن أن تساعد في دعم العملية التنموية، أو أهملت عناصر تعيق التنمية، فالعنصر الثقافي في المجتمع يبقى من أهم العوامل التي يؤدي إغفالها إلى إعاقة العملية التنموية.
مريم. ع