الوطن

وفاة ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز

الأمير وقف مع الجزائر في التسعينيات في مسعاها لمكافحة الإرهاب

أعلن الديوان الملكي للمملكة العربية السعودية أمس، وفاة ولي العهد السعودي ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الذي كان يعالج في أحد المستشفيات في جنيف بسويسرا من مرض عانى منه طويلا، وكان للراحل علاقة خاصة مع الجزائر خلال سنوات الإرهاب في التسعينيات، وتفهمه لمواقف الجزائر فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية والمغرب.

نقلت وكالة الأنباء السعودية أمس، بيانا للديوان الملكي الذي أعلن فيه أن "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ينعي أخاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا اليوم السبت خارج المملكة"، وقال البيان إنه سيصلى على الراحل بعد صلاة المغرب اليوم الأحد في المسجد الحرام بمكة المكرمة. والأمير نايف هو الابن الثالث والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود الذكور من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري. وتقلد منصب ولي العهد السعودي بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وقبل ذلك كان يشغل منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ 27 مارس 2009 ووزير الداخلية منذ عام 1975، وقد قضى 38 سنة في منصب وزير الداخلية.
وكانت الأنباء قد تحدثت أن الأمير نايف بن عبد العزيز كان يعالج خلال الأيام الماضية في أحد المستشفيات في جنيف من مرض سرطان الدم"اللوكيميا" وآلام في الظهر. وكان الديوان الملكي السعودي أعلن في 26 ماي الماضي سفر الأمير نايف بن عبد العزيز إلى خارج المملكة (جنيف) لإجراء فحوص طبية، وذلك للمرة الثانية في غضون ثلاثة أشهر.
وتوفي الأمير نايف عن عمر يناهز 78 عاما تقريباً وهو من الشخصيات المحورية بالمملكة، وتولى الإشراف على تسيير الأمور اليومية للبلاد في غياب الملك عبد الله، وكان سوف يخضع لفحوص طبية وربما لعملية جراحية، حيث كان قد خضع لفحوص طبية بمستشفى كليفلاند في شهر مارس 2012.
يذكر أن نايف يشغل منصب وزير الداخلية منذ السبعينيات، ويعد أقرب إلى رجال الدين المتشددين ذوي النفوذ الواسع في المملكة والذين يحملون الفكر الوهابي، كما أنه من المنتقدين بشدة للغرب ولسياساته. ونجح الأمير نايف خلال السنوات الماضية في وضع قبضة رجال الأمن على عناصر تنظيم القاعدة الذين حاولوا زعزعة الأمن بشتى الطرق، وكان لنايف دور إبان توليه وزارة الداخلية على مدى (38) عاما ثم توليه منصب النائب الثاني لمدة خمسة أعوام والآن ولياً للعهد، في وضع خطة أمنية ساهمت في تجنيب المملكة بعض المشاكل الناتجة عن الإرهاب الدولي، وشهدت المملكة وعلى مدى عدد من السنوات الماضية عمليات إرهابية من تفجيرات وقتل لعدد من المواطنين والمقيمين يقف خلفها تنظيم القاعدة بقيادة زعيمهم أسامة بن لادن، وقتل فيها أكثر من 74 من رجال الأمن، فيما أصيب أكثر من 657 آخرين.

الأمير نايف الوحيد في الأسرة المالكة الذي تربطه بالجزائر علاقة خاصة
كانت للأمير نايف بن عبد عزيز علاقة خاصة بالجزائر ميزته دون غيره من أمراء آل سعود، وهو ما جعله يرتادها كثيرا، وكانت آخر زيارة له لما جاء اليها لإتمام إجازته المرضية لما كان في فترة العلاج منذ أشهر، وما يميز هذه العلاقة، هو أنه أبدى تضامنه وتفهمه لمواقف الجزائر خلال سنوات التسعينيات، لما انقلب عليها العديد من الدول والحكومات بفعل إعلانها الحرب على الجماعات المسلحة، حيث كانت الجزائر تدعو المجتمع الدولي لتفهم موقفها وأن ما كان يحدث حينها هو إرهاب وليس قمعا لجماعة سياسية حرمت من حقوقها الانتخابية. ولعل الأمير نايف الذي شغل منصب وزير الداخلية وكان معروفا بمكافحته للإرهاب في السعودية ودعمه العالمي لكل الدول التي تحارب هذه الظاهرة، تفهم ما عاشته الجزائر من مؤامرة على أمنها الداخلي، وهو الأمر الذي جعله يساندها في مسعاها، وانفرد بموقفه هذا عن باقي أفراد الأسرة المالكة في السعودية، ومن خصوصية العلاقة بينه وبين الجزائر أيضا، مواقفه المناوئة للمغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية.
مصطفى.ح

من نفس القسم الوطن