الثقافي
"السمق" أول مجلة جزائرية متخصصة بالتراث الشعبي
تصدر عن الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 جولية 2015
حصلت مجلة "السمق" مؤخرا على الإعتماد الرسمي من وزارة الإعلام والإتصال، لتحجز مكانتها على الساحة الإعلامية الثقافية الجزائري وحتى العربية، وهي أول مجلة متخصصة في مجال التراث الشعبي الجزائري و العربي.
و تناولت "السمق" الصادرة عن الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي برئاسة الشاعر الزجال توفيق ومان، في عددها الأول مواضيع مختلفة، تنوعت بين الدراسات التراثية والمواضيع الإعلامية، على غرار الملتقى العربي الثالث للأدب الشعبي الذي انعقد بالمكتبة الوطنية الجزائرية أكتوبر الماضي ، حيث تم تغطية فعاليات الحدث الذي جاء ليحتفي بالمقاومة تزامنا والذكرى الستين لإندلاع الثورة التحررية المصادفة ليوم الفاتح من نوفمبر من كل سنة،
وإلتقى 20 شاعرا عربيا مع 24 شاعرا جزائريا من بينهم ثلاثة دكاترة ليشكلوا تمازجا مميزا وإبداعا عربيا ولد من رحم الحرف الشعبي العربي قل رؤيته، وقد خص هذا المولود الإعلامي صفحتين لشاعرين تم تكريمهما خلال فعاليات الملتقى الثالث الأول دحمان عيساوي ولوناس عيساوي أما دحمان فيعتبر مدرسة وموسوعة شعرية يتزود بها فنانو ذلك العصر يلقب بمنجد الشعر الشعبي الجزائري والمغاربي، صار يسبح في بحر الموروث كلاما وموسيقى عاشر أهل الرباب والقويطرة والمندول وغاص في فنون اللحن الشعبي، حيث تخرج على يده فناني الشعبي لهذا العصر.
أما الثاني فهو الشاعر التونسي رضا الخويني صاحب الثلاثة آلاف أغنية في مختلف الأنماط والأشكال والمضامين النابعة من المجتمع التونسي والمعبرة عنه بكل صدق وصفاء، صديق الجميع، عطاء كبير رصع مساره في كتابة الحرف وتسديد سهام الكلمة، الذي كتب بصفة متواصلة الأغاني لكل من علي الرياحي ومحمد ساسي وهناء راشد والحبيب الشريف وأحمد حمزة وغيرهم من كبار الفانين التونسيين.
واستمر على هذا الحال حتى بلغ سنه 21 سنة حيث سافر إلى فرنسا والتحق بعديد الفنانين الذين هاجروا من تونس في الخمسينات وواصل كتابته للأغاني لأصدقائه الجزائريين ما يناهز 60 أغنية منهم من تعرف عليهم بتونس والجزائر وهناك أسماء تعرف بهم في باريس ومن بينهم أحمد حشلاف، وأخوه محمد لحبيب حشلاف وشريف خدام ودحمان الحراشي، أحمد راشدي، الأستاذ معطي بشير وعبد القادر حوتي ومحبوباتي وميسوم وآيت منقلات، وكمال حمادي والطيب الزقاد وأحمد وهبي ومصطفى سحنون وعبد القادر السائحي والأخضر السائحي ومفدي زكريا ولمين بشيشي وعبد الحميد بن هدوقة وجعفر بك وعبد الوهاب سليم وغيرهم وكان تعامله مع الجزائريين أثناء الثورة التحريرية.
كما ضمت المجلة حوارا مع الشاعرة مي غول التي تحدثت عن مسيرتها الإبداعي كإمرأة إقتحمت مجالا إبداعيا قلما يعرف تواجد نسائي فيه، كما ضمت أيضا صفحات المجلة دراسة الدكتور عثماني بولرباح حول البوقالات والأمثال، ودراسة أخرى الأستاذة سعيدة حمداوي من جامعة أم البواقيم متخصصة بالمقاربات النقدية الجزائرية الحديثة للحكايات الشعبية. وكان لأعلام الشعر الملحون، من خلال وقفة مع سيدي الأكحل بن خلوف، والسيد عبد العاطي البيروقراطي.
وحول الشعر الشعبي العربي بين الماضي والحاضر، شملت المجلة موضوعا حول آراء كل من الشاعر المغربي أحمد المسيح، الشاعر المصري سامح العلي، الشاعر الفلسطيني رائد ناجي، الدكتور الأردني فيصل علي مثقال عجيان حول واقع الشعر الشعبي اليوم...
ولإبداعات الشعراء فضاء في المجلة، التي فتحت المجال لشعراء الشعبي لإشراك نصوصهم على غرار نص "الجزائر" للشاعر الجزائري عمر زيعر الجزائر ونص "شما شرجي" للشاعر سامح العلي.
الجدير بالذكر مصطلح "السمق"، هو الحبر المخصص للكتابة في الألواح الخشبية في المساجد والكُتاب، يستعملها حفظة القرآن.
مريم. ع