الثقافي
الثبيتي يتلو أسارير البلاد؛ الإيقاع ومقاربات المعنى في ترتيلة البدء (قراءة أسلوبية)
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 جولية 2015
في هذا الكتاب يلقي الناقد علي الأمير الضوء على جانب من جوانب الإبداع عند الشاعر محمد الثبيتي، فيطوف محلقاً في نص (ترتيلة البدء) يدرس موسيقاه، وما يحفل به من طاقات إيقاعية، تظافرت مع غيرها من المكونات الجمالية الأخرى، فأنتجت لنا هذا الشعر الثبيتي.
ولإن الجانب الإيقاعي هو ما تطمح إليه هذه الدراسة، ولإن لكل شاعر إيقاعه الخاص الذي يمثل سمة أسلوبية يتصف بها هذا الشاعر أو ذاك الكاتب، اختار المؤلف دراسة "الإيقاع وتجلياته عند الثبيتي" باعتبار أن شعره غني وثري بإيقاعاته المتنوعة، من هنا تم تناول النص من زاويتي الإيقاع والمعنى أو الدلالة؛ أي الظواهر الإيقاعية التي حفل بها النص بغية الوقوف على مقاصده، وذلك من خلال مقاربات استهدفت تجْلية معانيه، والوقوف مطولاً عند مفردة (التضاريس) الواردة في النص، والتي جاءت عتبة للديوان، ثم جاءت بعد ذلك عتبة لعدد من النصوص داخل الديوان، أولها ترتيلة البدء. وقد خلص في نهاية الدراسة كما يقول: "خلصت إلى وجود وشائج وصلات بين ترتيلة البدء ومغامرة الإنسان الأول عند بدء الخليقة، والمعرفة الباهظة الثمن حينها، وعلاقة ذلك بالعرّاف والقراءة والتلاوة والترتيل، كل ذلك وسط زخم أسطوري، محتشد بالبكارات، بالموت وبالولادات التي تتخلق من رحم الحرائق التنينية، ورمادها الفينيقي، وصولاً إلى أن (ترتيلة البدء) تعني بداية رحلة أسطورية تتقاطع مع تلك الرحلات الخيالية والأسطورية في الشعر، وفي الآداب الإنسانية عبر تاريخها...".
ومسك الختام يورد المؤلف قصيدة (ترتيلة البدء) نقرأ منها: "جئت عرافاً لهذا الرملِ/ أستقصي احتمالات السوادْ/ جئت أبتاع أساطيرَ/ ووقتاً ورمادْ/ بين عينيِّ وبين السبت طقسٌ ومدينهْ/ خدر ينساب من ثدي السفينةْ/ هذه أولى القراءاتِ/ وهذا ورق التين يبوحْ/ قل: هو الرعد يعري جسد الموتِ/ ويستثني تضاريس الخصوبهْ/ قل: هي النار العجيبهْ/ تستوي خلف المدار الحرّ تِنيناً جميلاً...وبكارهْ/ نخلة حبلى،/ مخاضاً للحجارهْ (...)"
هذا، وقد توزعت الدراسة إلى مدخل نظري حول مفهوم الإيقاع، يتبع ذلك ثلاثة فصول جاء الفصل الأول: في الأسلوب والأسلوبية، بينما بحث الفصل الثاني: في الإيقاع والدلالة، وأما الفصل الثالث فهو دراسة حول: مقاربات المعنى في (ترتيلة البدء).
الوكالات