الوطن
الأوبيب تواجه خطرا حقيقيا بعد تجاوز سقف الإنتاج المحدد
يوسفي يؤكد أن سوق الخام "غير متوازن"، ويحذر:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جوان 2012
اعتبر وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أمس الاربعاء بفيينا أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيب) "تواجه خطرا حقيقيا" بعد رفع وتيرة إنتاجها التي تجاوزت بكثير السقف المحدد في ديسمبر الفارط.
وصرح الوزير لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الملتقى الخامس للمنظمة "أتمنى أن يكون هناك وعي بالأثر السلبي (لرفع إنتاج النفط) على الاسعار، لاسيما خلال الاسابيع الاخيرة، ويمكننا أن نقول إن منظمة الاوبيب تواجه بالتالي خطرا حقيقيا". والتزمت منظمة الاوبيب التي تضمن أكثر من 30 بالمئة من التموين العالمي بالنفط نهاية ديسمبر الماضي بتحديد إنتاج أعضائها الـ 12 بـ30 مليون برميل يوميا، وهو المستوى الذي بلغته حينها، لكن دون إعادة تحديد الحصص الفردية. ومع ذلك ارتفع إنتاج المنظمة الى مستوى تاريخي بالرغم من ضعف الاقتصاد العالمي وهشاشة الطلب والضغط على إيران.
ومنذ ذلك الحين سجلت أسعار الخام تذبذبا، حيث ارتفعت من خلال تشديد العقوبات الدولية ضد إيران قبل أن تنخفض على إثر أزمة منطقة الاورو ومجموعة من المؤشرات الاقتصادية السلبية بالنسبة للولايات المتحدة والصين. وبعد أن ارتفع الى 128 دولار وهي الذروة التي بلغها منذ جويلية 2008 انخفض سعر برميل البرنت المسعر في بورصة لندن بنسبة 25 بالمئة، متراجعا في بداية جوان الى أقل من 100 دولار، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ سنة ونصف. واعتبر يوسفي أن سوق الخام "غير متوازن" و"يبقى العرض يفوق الطلب منذ عدة أسابيع". وأكد أن كل التحاليل تدل على أن إنتاج الأوبيب الضروري لتموين السوق العالمية بالشكل اللازم يقدر بـ 9. 29 مليون برميل في اليوم، مشيرا إلى أنه "تتم تغطية الطلب العالمي بشكل واسع انطلاقا من نسبة إنتاج تقدر بـ30 مليون برميل في اليوم". واعتبر الوزير أن إنتاج الأوبيب يتجاوز السقف الذي تم تحديده في شهر ديسمبر ليصل إلى 85ر31 مليون برميل في اليوم، مما تسبب في ارتفاع المخزون العالمي مع تراجع الطلب. وأكد يوسفي أن "أي رفع للانتاج فوق المستوى الذي تم تحديده في شهر ديسمبر الفارط لا يصلح إلا لرفع قيمة المخزون، ونحن اليوم نشهد ارتفاعا في وتيرة إنتاج المنظمة، فالأرقام تشير إلى إنتاج من 8ر31 إلى 32 مليون برميل في اليوم ونحن نتوفر على فائض بقيمة 8ر1 إلى 2 مليون برميل في اليوم وهو يضر بالأسعار". من جهة أخرى "هناك مخزون جد هام على سطح الأرض وفي عرض البحر، وهذا المخزون قد يتم ضخه في أي وقت في الأسواق مما سيؤثر سلبا على الأسعار". وأوضح يوسفي أنه "ستتم مناقشة مسألة خفض الأسعار بشكل جدي خلال اللقاء الوزاري المقرر يوم الخميس القادم وآمل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف تراجع أسعار البترول".