الثقافي

الساحة الثقافية الجزائرية تتزين بأول مجلة فلسلفية"منيرفا"

تصدر عن دار الكنوز للإنتاج والنشر

 

 

شهدت الساحة الثقافية الجزائرية خلال هذا الأسبوع، ميلاد مجلة فلسفية جديدة تحمل اسم"منيرفا" في عددها الأول لشهر ماي 2015، وهي مجلة محكّمة نصف سنوية تصدر عن دار الكنوز للإنتاج والنشر والتوزيع بتلمسان، يترأسها الكاتب والباحث الجزائري دكتور مونيس بخضرة، والذي صرح أنها ثمرة عمل جماعي جمعه رفقة بعض الباحثين المتخصصين في الفلسفة، حيث جاء اسمها نابعا من الإرث الثقافي البشري الضخم والمتنوع بما أن اسم منيرفا يشير إلى الحكمة والتأمل والتفكير، وغالبا ما يحمل رمز طائر البوم، الذي اعتبرته المجلة رمزها المعبر عن أهدافها وتوجهاتها، نظرا لارتباط الحكمة والفلسفة بطائر البوم في عدة رمزيات كالتأمل والتبصر والتحقيق والعزلة والانفرادية. 

وقد صرّح رئيس تحريرها أن مجلة منيرفا، هي نافذة جديدة لها خصوصياتها تضاف إلى مجموعة المجلات الأخرى المتداولة في المشهد الثقافي الفلسفي الجزائري، وفضّل عددها الأول أن يتناول ملف( الحقيقة والثقافة) تعبيرا عن الحاجة الماسة للانفتاح الثقافي المتاح في المجتمعات التي تتجاوز مفهوم الحقيقة الواحدة والمطلقة، وتأسيسها حول هذا الملف له عدة أبعاد ورسائل فلسفية التي تناولتها الدراسات التي حملتها. 

افتتح الكتاب د. مونيس بخضرة مجلة منيرفا بدراسة تحمل عنوان( فينومينولوجيا المعيش، قراءة في فنتازيا الوعدة)، وهي دراسة مستوحاة من معايشته لظاهرة الوعدة كما قال، التي تعد مناسبة ثقافية واجتماعية فريدة من نوعها ضاربة في قدم تاريخ المجتمع الجزائري وهي بحاجة للتأويل والتفكيك والتدقيق، بما تحمله من عبر وقيم ومقاصد أخلاقية وفلسفية عن الإنسان والكون، والكاتب وظّف أدواته الفلسفية في تحليله الظاهري للحركية ولما هو مرئي فيها، حتى يشتق منها دلالاتها الفلسفية العميقة التي تحملها. 

أما الباحثة" فاطمة فتيحة" فقد جاءت دراستها بعنوان: أسباب ضعف تدريس الفلسفة بالجزائر، التي تناولت فيها جملة العوائق والصعوبات التي يواجهها الدرس الفلسفي الأكاديمي، لتقترح جملة الحلول الممكنة التي تساعدنا على علاج هذه العوائق. والباحث "عبد الكريم عينات"الذي قدم دراسته بعنوان: الفلسفة الألمانية المتأغرقة: درس هيرومينوطيقا الصيرورة، الذي تناول فيه بالتحليل مشاهد الفلسفة الألمانية وأسئلتها الأساسية ولأهم الخصوصيات التي تمثل هذه الفلسفة وخاصة منها الفلسفة النتشوية. أما الباحث بلعز نور الدين" فقد حملت دراسته عنوان: البعد الديني وأثره على الفكر الجمالي في الحضارة الإسلامية"ابو حيان التوحيدي نموذجا"، والذي تناول فيها معالم الفكر الجمالي والفني الذي طبع الحضارة الإسلامية وكان علامة من علاماتها، وتناول الباحث"مزوار محمد سعيد" في دراسته المعنونة: الحقيقة في الفكر الأمريكي" عقل بلا إيمان"، مسألة الحقيقة الليبرالية التي يتميز بها الفكر الأمريكي عموما، مبينا آلياته وطبيعة خطاباته التي قاربها مع أبعاده الدينية، والباحث" مالك حاجي" تناول في بحثه المعنون ب: جينيالوجيا مصطلح الحقيقة، معتمدا على الاشتقاق الاصطلاحي لمفهوم الحقيقة بالحفر عن جذوره في تاريخ الفكر البشري، أما الباحث" عبد الجليل جعفاري، فقد تناول في دراسته الموسومة ب: الحقيقة في الفكر الهندي" بوذا أنموذجا"، موضوع تعدد الرؤى والحقائق التي تميز به الفكر الهندي مركزا على فكر بوذا حول مفهوم الحقيقة. 

وبمجموع هذه الدراسات التي جاءت في 181 صفحة، جاءت مواضيع هذا العدد متنوعة وثرية حاولت أن تلامس سؤال الحقيقة والثقافة من عدة جوانب، أما ملف عددها الثاني فسيكون بعنوان:" في فلسفة الحياة". 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي