الوطن

الوزير الاول المالي في الجزائر لطلب الدعم

في ظل تحرك فرنسي افريقي لاستصدار قرار اممي بالتدخل العسكري

أفاد بيان لوزارة الخارجية أمس، أن الوزير الأول لدولة مالي شيخو موديبو ديارا حل بالجزائر بدعوة من نظيره الجزائري أحمد أويحيى، وينتظر أن يقدم المبعوث المالي رسالة من الرئيس المالي بالنيابة دياكواندا طراوري إلى الرئيس بوتفليقة، وتدخل الزيارة في اطار المشاورات المستمرة بين البلدين حسب ذات البيان، كما سيلتقي المسؤول المالي مع كبار المسؤولين في الدولة، حيث سيكون محور اللقاء منصبا على الوضع في شمال مالي ومنطقة الساحل عموما، ويبحث الوزير أيضا سبل التعاون المتبادل بين الجزائر ومالي وكيفية اعادة انعاشها من جديد.
وتأتي الزيارة في وقت كثرت التصريحات من طرف بعض قادة بعض الدول الافريقية والحكومات على غرار رئيسي دولتي النيجر وغينيا الذين أعلناها صراحة، لما قالا بأن تدخل عسكريا في الشمال بات أمرا حتميا، بدعوى وجود جماعات ارهابية تهدد أمن واستقرار الساحل، في ظل تزايد خطر القاعدة. ويرجح أن يبحث الوزير الأول المالي مع الرئيس بوتفليقة الوضع المتردي في شمال البلاد، وأخذ المشورة من طرف الرئيس الجزائري للتعامل مع الأوضاع على الأرض، حيث يحمل رسالة من طرف الرئيس المالي بالنيابة. هذا الأخير يكون قد استنجد بالجزائر باعتبارها شريكا اساسيا لمالي وحليفا استراتيجيا في دعم الحوار الداخلي بين الحكومة المالية ومتمردي الأزواد من جهة، ومدافعا عن وحدة مالي الترابية من جهة أخرى. وفي ذات السياق، يأتي هذا التحرك من جانب مالي في الوقت الذي أعلنت الحركة الوطنية لتحرير الاوزواد عن تأسيس دولتها، وفي وقت تحدث اشتباكات بين عناصر جهادية تابعة لأنصار الدين وبين متمردين طوارق، مما ينذر بانفجار الوضع في أية لحظة، يضاف اليه التحرك الفرنسي بقيادة فرانسوا هولاند، الذي برمج عدة لقاءات مع قادة افارقة منهم رئيس دولة النيجر، لبحث امكانية تغليب العمل العسكري على العمل الدبلوماسي في شمال مالي، خاصة مع ارتفاع الدعوات من قبل الافارقة لشن هجمات عسكرية في الشمال بحجة تواجد جماعات القاعدة هناك.
وكان فرانسوا هولاند قد تحادث مع الرئيس الموريتاني عبر الهاتف صباح أمس، وكان حديثهما قد انتصب بشأن الأوضاع الأمنية المضطربة بجمهورية مالي والمساعي الإفريقية لحسم الملف عسكريا، وذكرت وسائل إعلام موريتانية نقلا عن مصدر في الرئاسة الموريتانية، بأن المشاورات بين الرئيسين تركزت حول بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها دون ذكر أي تفاصيل.
وتقول أوساط مقربة من رأس السلطة في موريتانيا إن الرئيسين بحثا سبل التحرك الإفريقي في مجلس الأمن والدعم الفرنسي لعملية عسكرية سريعة تقودها دول الميدان، وخصوصا موريتانيا والنيجر وتشارك فيها قوات من كوديفوار وبوركينافاسو وبينين مع تغطية من سلاح الجو الفرنسي.
وتهدف العملية إلى تحرير مدن إقليم أزواد الرئيسية من المسلحين المناوئين للحكم المركزي بمالي والجماعات المرتبطة بالقاعدة.
وتتوقع المصادر أن تقر الأمم المتحدة خلال الأسابيع القادمة قرارا دوليا بشأن السماح لقوات إقليمية بالتدخل العسكري في جمهورية مالي لمواجهة نفوذ الجماعات المسلحة في الإقليم.
وقد بدأت الطائرات الموريتانية والفرنسية في جمع المعطيات على الأرض من خلال رحلات استكشافية لأماكن تواجد المسلحين والحركة على الأرض، وذلك من خلال طائرات استطلاع وبعض المتعاونين الأمنيين.

من نفس القسم الوطن