الثقافي
وليد بوشباح يعالج طابو"الميراث" في المجتمع الجزائري
في نصه المسرحي "المادة 146 "
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 ماي 2015
- حين يصبح الإرث أهم من الحياة
قاربت مسرحية "المادة 146"،التي عرضتالخميس الماضي بالعاصمة ضمن الدورة الجديدة لمهرجان المسرح المحترف، واقع المرأة بصفة عامة، التي لم تستطع رفع الغبن عنها، وجرى الاتكاء على "المادة 146" في قانون الأسرة الجزائري وهي المادة التي تحدد حق الزوجة في الميراث "عند وجود الفرع الوارث"، وهو عمل استلهم رائعة "بيت برناردا ألبا" للإسباني "فيديريكو غارسيا لوركا".
في عرض خارج المنافسة بقاعة "الموقار"، وعلى مدار ساعة، أدت أربع ممثلات أدوارهن ضمن منزل أسود من قماش، بنافذتين وباب جسدهما الضوء، ومثّل الكرسيان كل أثاث المنزل، وهو ديكور مقصود لتأكيد حزن الأم الأرملة على زوجها وعدم قدرتها على الانعتاق من ذكراه.
وعالج "وليد بوشباح" (طابو) الميراث في المجتمع الجزائري خاصة في منطقة القبائل، وظهرت الأرملة التي تحاول مجاراة بناتها والسيطرة على البيت، واحدة هي الصغرى لاهثة وراء أحلامها الرافضة لواقعها والتي تعيش تجربة حب، تعمل أمها كل ما في جهدها لإفشالها، أما "حياة" البنت الكبرى الأكثر رزانة وهي المستسلمة لواقعها، لكنهما ترفض هذه المعيشة ولو سرا، والأخرى المغلوبة على أمرها تظهر فقط في دور البنت المطيعة لا رأي لها، ولأنّ الأم هي الناهي والآمر، وتعرف مصلحة بناتها أكثر منهما، ترفض أن يستولي أقارب زوجها على تركته، لدرجة أنها ترفض تزويج ابنتها الكبرى من أحد أبناء عم زوجها.
ومع تصاعد موسيقى "تركي علاس"، تمرّدت إحداهنّ في بيت هيمنت فيه الأمّ اعتبرته جزءً من تركة زوجها، أدى أدوار المسرحية كل من: "فتيحة وراد"، "نسيمة عدنان"، "لمياء كحلي"، و"زينب أحمدو".
أكد على تحضيره قريبا لنص مسرحي جديد بالتعاون مع المسرح الوطني
"وليد بوشباح": انتصرت لبساطة الفضاء
أكد المخرج المسرحي وليد بوشباح على أن نصوصا جديدة في الأفق يعكف في الوقت الحالي على معالجتها في انتظار الموافقة على أي نص سيقدمه على الركح مستقبلا لكنه وبالمقابل أشار على هامش عرضه المسرحي الموسوم بـ" المادة 146 " التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان المسرح المحترف بأن هناك تعاون في الأفق قريبا بينه وبين المسرح الوطني لإنتاج عمل مسرحي جديد.
ما هي أوجه التقارب بين "المادة 146" و"بيت برناردا ألبا"؟
هي إعادة كتابة وليس إقتباس، وأوجه الشبه بين النصين تتمثل في العائلة الصغيرة المتشبثة بالعادات والتقاليد وهي مثال مصغر لمجتمع تقليدي محافظ، وفي النص الأصلي العائلة مكونة من 11 فردا طبعا باحتساب الخدم، وفي النص الذي اشتغلنا عليه اكتفينا بالأم وبناتها الثلاث للحديث عن معضلة "الإرث".
لماذا اعتمدتم بساطة الفضاء والحوار؟
فعلا الديكور كان بسيطا، ولغة الحوار هي السائدة وهذا لخدمة الموضوع العام للمسرحية وهو مشكل الإرث بالنسبة للمرأة في بعض مناطق الوطن، لقد راهنت على الممثلات والجمهور له الحكم.
هل تعكف على مشاريع أخرى؟
هناك بعض النصوص أقرأها في الوقت الحالي وسيكون هناك مشروع مع المسرح الوطني.
إكرام. س