الوطن

علي حداد.... اللغز

خرجات رئيس منتدى رؤساء المؤسسات تتوسع وتثير حفيظة العديد من الساسة

 

  • حداد يرد: "أدعو كل من يملك البديل …العمل مثلي"

 

لاتزال خرجات رئيس منتدى رؤساء المؤسسات تثير حفيظة العديد من الساسة بعد جولة الحوارات التي جمعته مع دوائر وزارية وحتى سفراء دول أجنبية، والتي يفضل الرجل الترويج لها بنفسه إعلاميا، حيث حذرت جهات سياسية من نفوذ حداد ومن أن تصبح الجزائر مسيرة من طرف أصحاب المال،وهي التحذيرات التي جاءت على لسان زعيمة حزب العمال لويزة حنون ورئيس حزب عهد 54 علي فوزي رباعينوزادوا في اتهامه انه من اصحاب المال الفاسد.

لم يتوان رجل الأعمال علي حداد في الرد على الانتقادات التي طالته من قبل الأحزاب السياسيةالتي اتهمته بلعبدور خفي وقيادة دبلوماسية موازية من خلال استقبال السفراء والمسؤولين الأجانب،حيث قال علي حداد، لا وقت له للرد على ما وصفه بـ "الاتهامات غير المؤسسة"، مشيرا بقوله "أدعو كل من يملك البديل والاستعداد والقدرة إلى التفضل والعمل مثلي"، مضيفا بأن الباب مفتوح اليوم وغدا أمام الجميع من أجل الصالح العام ومن أجل ما وصفه بـ"تطوير المؤسسات الاقتصادية الخاصة وحتى العمومية"، لإنجاح الاقتصاد الوطني.

ورغم أن كلام علي حداد يبدو مقنعا في شكله للبعض إلا أن العديد من الأوساط السياسية تواصل التشكيك في كل خطوة يحذوها بعد أن امتدت هيمنته ووصل إلى حد استقبال وزراء، بل يشار اليه انه هو من عين بعضهم وساهم ايضا في نيل حصته من التعيينات في قطاعات حساسة من الدولة، وأصبح الرجل مزارة لمن يرغب في الارتقاء أو في شراء المناصب، حيث سبق وأن تكلمت حنون وقالت بأنه هو من أقال مدير سوناطراك ويعمل على تعيين خليفته من زمرته حتى يحتكر قطاع المحروقات ثم انتقل الرجل إلى استقبال السفراء في خطوة لم تسجل من قبل في المشهد الاقتصادي الجزائري، وكان بداية حراك الرجل الأول في مجمع"حداد"، قد بدأ جولة واسعة من المشاورات منذ بداية السنة الجارية، استدعى خلالها عدد كبير من الوزراء إلى لقاءات ثنائية بهدف التشاور –حسبه- على استراتيجية النهوض بالقطاع الاقتصادي وتشجيع المنتجات الوطنية، بل وذهب أبعد من ذلك حيث كشف عن مشاريعواستثمارات مستقبلية في الجزائر، حيث أعلن الرجل عزمه إنشاء مصنع لإنتاج المعدات الطبية بشراكة مع الأمريكيين، وكدا دخوله في مفاوضات مع العلامة الفرنسية "بيجو" من أجل الولوجفي عالم صناعة السيارات وفق قانون الاستثمار وهي المبادرة التي لقيت انتقادات حادّة من قبل أطراف عديدة اتهمته بمحاولة فرض أجندة عمله على الحكومة والتدخل في مشاريع عدّة قطاعات وزارية، وكانت الأمينة العامة لحزب العمال كانت أكثر شراسة وسط الأحزاب السياسية حيث خاضت حملة شرسة ضده، حيث دعت الجزائريين إلى التجند من أجل منعه من مواصلة عمليات النهب والاستيلاء على مناطق نفوذ بالدوائر التي سترتقى إلى ولايات وشددت حنون بالقول إنها ليست ضد القطاع الخاص لكنها ضد أي من يسعى لنهب المال العام.

الانتقادات التي وجهت إلى رئيس "الأفسيو" لم تكن من قبل الأمين العام لحزب العمال لويزة حنونبل امتدت إلى التيار الإسلامي،حيث حذررئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري من تزايد نفوذ رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، في عملية اتخاذ القرار السياسي، وتساءل كيف أنهيعطي حداد التعليمات للوزراء، ويستقبل سفراء أجانب قبل اعتمادهم، ويلتقي سفراء جزائريين قبل توليهم مهامهم في الخارج"، بل وذهب أبعد من ذلك حيث قال " كان العسكر من يعين الرؤساء، إلا أن الأمر في طريقه للتحول، ورجال المال يسيرون نحو اختيار الرئيس والبرلمان".هذا وكانت تسريبات صحفية انتشرت بسرعة في الجزائر، تحدثت عن مساعي لإنشاء غطاء سياسي تحت اسم "حزب فخر" يكون على رأسه رجل الأعمال المقرب من دوائر السلطة علي حداد، بل ذهبت تلك التسريبات إلى أبعد من ذلك وتحدثت على أن جهات عليا وراء هذا المشروع السياسي الجديد، مما جعل حداد يسارع للنفي وقال إنه لن ينشئ حزبا سياسيا يدخل به المعترك السياسي.ورغم كل ما يقال إلا ان تصريحات حداد الاخيرة حول ضرورة فتح المجال الجوي وخصخصة المحروقات وهي قضايا تتناقض مع برنامج رئيس الجمهورية، الذي يقول حداد انه يدعمه اثارت حفيظة الكثيرين واعتبرته تجاوز للرئيس وبرنامجه وان طموحاته اصبحت حبلا يلفه حول عنقه وقد بدأ حداد يشعر بهذه الخطورة حتى من رفقائه في "الأفسيو" الذين أصبحوا يتغيبون على لقائته ويعتذرون عن أي التزام يطلب منهم وقرأ هذا الموقف أنه رسالة ليقلل حداد من ضهوره من جهة ويبتعد عن المشهد السياسي وخاصة في القضايا الحساسة من جهة ثانية.

أمال. ط

من نفس القسم الوطن