الثقافي

عائلة العلامة عبد الحميد بن باديس تطالب بسحب المجسم الخاص به من شوارع قسنطينة

اعتبرت أن ما قامت به وزارة الثقافة خطوة "عبثية" ولا ترمز للاحتفاء برموز الفكر

 

مع انطلاق احتفالية قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 والتي يصادف انطلاقتها مع يوم العلم في البلاد ويوم وفاة رائد الحركة الاصلاحية في الجزائر عبد الحميد بن باديس، ارتأت وزارة الثقافة أن تحتفي بأحد رموز العلم والفكر والثقافة، العلامة ابن باديس غير أن الاحتفاء به عند القائمين على المشهد الثقافي عندنا تجسد في وضع مجسم للعلامة فقط غير أن الطريقة التي تم فيها تشكيل المجسد وطريقة وضعه في شوارع عاصمة الجسور المعلقة وطريقة تفاعل شباب المنطقة مع مجسمه دفعت بالعائلة إلى الاستنجاد بالسلطات المعنية من أجل المطالبة بسحب المجسم من شوارع قسنطينة التي تحتفي بعاصمة الثقافة العربية، بينما ارتفعت أصوات المثقفين والمبدعين الجزائريين في الساعات الماضية تطالب فورا بسحب المجسم ووقف حملات التشويه ضدّ رمز من رموز الفكر الثقافة والعلم والأدب في تظاهرة كان يمكن لها أن تكون مناسبة لتسليط الضوء على مبدعينا في شتى المجالات الفكرية والأدبية والثقافية والعلمية.هذا وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقلت صوراً لأطفال يعبثون بتمثال ابن باديس في إحدى ساحات قسنطينة التي تقام فيها ندوات وفعاليات تحتفي به في افتتاحفعاليات عاصمة الثقافة.ويعد عبد الحميد بن باديس في ولد في 05ديسمبر 1889 بقسنطينة من عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى بني زيري التي ينتمي إليها مؤسس مدينة الجزائر بولكين بن منّاد، تلقى تعليمه الأول بمدينة قسنطينة على يد الشيخ حمدان لونيسي وحفظ القرآن الكريم في صغره. انتقل بن باديس سنة 1908 إلى تونس لمواصلة تعليمه بجامع الزيتونة، وبه تتلمذ على يد الشيخ الطاهر بن عاشور، وتحصّل بعد 04 سنوات على إجازة الزيتونة. ومن تونس رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج واستقر بالمدينة المنورة أين التقى معلمه الأول حمدان لونيسيوهناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم، وفي طريق عودته إلى الجزائر عرّج على القاهرة وبها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا. بعد استقراره بقسنطينة بدأ الشيخ عبد الحميد بن باديس مهمته الإصلاحية بعد أن نضج وعيه الإسلامي وتأثر بأفكار الجامعة الإسلامية، وأدرك أن طريق الإصلاح يبدأ بالتعليم لأنه لا يمكن للشعب الجاهل أن يفهم معنى التحرر ومحاربة الاستعمار، لذلك باشر بن باديس تأسيس المدارس وتولّى بنفسه مهمة التعليم، وركزّ على تعلم الكبار بفتح مدارس خاصة بهم لمحو الأمية، كما اهتم بالمرأة من خلال المطالبة بتعليم الفتيات إذ أنشأ أول مدرسة للبنات بقسنطينة سنة 1918، واعتبر تعليم المرأة من شروط نهضة المجتمع لكن تعليم المرأة لا يعني تجاوز التقاليد والأخلاق الإسلامية. وسع بن باديس نشاطه ليفتتح عدة مدارس في جهات مختلفة من الوطن بتأطير من شيوخ الإصلاح أمثال البشير الإبراهيمي ومبارك الميلي وغيرهم …كما ساهم في فتح النوادي الثقافية مثل نادي الترقي بالعاصمة، وساعد على تأسيس الجمعيات المسرحية والرياضية. اعتمد بن باديس على عقلية الإقناع في دعوته إلى إصلاح أوضاع المجتمع، وحارب الطرقية والتصوف السلبي الذي أفرز عادات وخرافات لا تتماشى وتعاليم الإسلام الصحيحة، كما نبذ الخلافات الهامشية بين شيوخ الزوايا ودعا إلى فهم الإسلام فهما صحيحا بعيدا عن الدجّل والشعوذة ورفض التقليد الأعمى والارتباط بالإدارة الاستعمارية وقد اختصر مشروعه الإصلاحي في: «الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا». 

إكرام. س

من نفس القسم الثقافي