الوطن

مكيفات هوائية وثلاجات مغشوشة تغزو الأسواق

مصالح الأمن تفتح تحقيقا بعد حجز كميات معتبرة منها

 تمكنت مصالح الأمن خلال 48 ساعة الأخيرة من حجز عتاد كهرومنزلي يتكون من مكيفات هوائية وثلاجات ومبردات جديدة بعد إخضاعها لفحص دقيق من طرف متخصصين، تبين أنها تحتوى على غاز محظور دوليا يتسبب في هلاك الإنسان والمحيط في حال تسربه، حيث تم فتح تحقيق معمق لدى مصانع تركيب الأجهزة الكهرومنزلية.
 وأفادت مصادر أمنية لـ"الرائد"، أنه تم حجز كميات من الأجهزة الكهرومنزلية مغشوشة ومن المرجح أن تكون مستوردة من الصين، منها مكيفات هوائية وثلاجات ومبردات، خلال 48 ساعة الأخيرة، حيث أن ما يزيد عن 3000 جهاز قد أخضعت لعملية المراقبة وتبين أن عددا كبيرا منها يحمل الغاز المسمى "سيريون" أو غاز "فريون"، وهما غازان محظوران دوليا في لائحة الأمم المتحدة في شقها المتعلق بحماية البيئة والمحيط، وتم اكتشافها بعد إخضاعها لعملية فحص دقيق للتأكد من نوعية الغاز المستعمل فيها. وقالت مصادرنا إن العملية انتهت بحجز أغلب هذه الأجهزة بعدما تبيّن استعمال مصنعيها لغاز محظور دوليا يسمّى "سيريون". وقد أخطرت مصالح الأمن وزارة التجارة التي بادرت بفتح تحقيق على مستوى مصانع تركيب الأجهزة الكهرومنزلية للتأكد من نوعية الغاز المستعمل.
ويوضح المصدر الآنف الذكر أنه وقد بادرت الجهات المختصة بعملية المراقبة هذه لنوعية الغاز. وفتح تحقيق أمني بعد سقوط أحد المكيفات الهوائية من حاوية بطول 40 قدما كان عناصر الجمارك بصدد تفتيشها، حيث أدى تسرب الغاز من مكيف هوائي نصف مصنع إلى انتشار رائحة الغاز بشكل يدعو للريبة.
وفيما تواصل المصالح المعنية عملية تفتيش الأجهزة الكهرومنزلية، وبشكل خاص المكيفات الهوائية، وأكد المصدر نفسه استدعاء ثلاثة مستوردين متخصصين في مجال الأجهزة الإلكترونية للتحقيق معهم حول القضية.
إلى هذا تكون مصالح مراقبة الجودة والنوعية على مستوى وزارة التجارة قد شرعت في تحقيقات معمقة على مستوى مصانع تركيب هذه الأجهزة للتأكد من احتواء مكيفات الهواء المركبة في الجزائر على غاز التبريد المسمى "فريون"S12 أو "سريون" S13 الأكثر استعمالا وانتشارا قبل الاتفاقيات الدولية لوقف استعمال هذين الغازين، والمبرمة بناء على تقارير منظمات حماية البيئة التي أكدت تأثيرهما الخطير على طبقة الأوزون، فضلا عن الإحصائيات التي قدمتها منظمات الصحة والخاصة بالأمراض المزمنة التي تسببها التسربات والإفرازات لهذا النوع من الغازات.
 وجدير بالذكر أن نهاية 2010 الآجال القصوى لتجسيد الاتفاقية الدولية، غير أن بعض المركبين في الجزائر تماطلوا في اتخاذ التدابير بمجرد إبرام الاتفاق، ما جعل مكيفات الهواء المركبة في الجزائر تعبأ بالغازين السالف الذكر رغم حظرهما، سيما وأن كل المكيفات تصنع في الجزائر بعد استيرادها نصف مصنعة، عقب قرار منع استيراد التجهيزات الكهرومنزلية كاملة الصنع. كما أن غازي "فريون" و"سريون" كانا الوحيدين المستعملين للتبريد، إلى أن تم إبرام، خلال تلك سنة 2009، اتفاقية تقليص الاستعمال تدريجيا إلى حين وقف استعمالهما نهائيا وتعويضهما بغاز آخر صناعي معالج ولا تأثير له على الصحة أو البيئة.

من نفس القسم الوطن