الوطن

عرب الأزواد يبحثون العمل لإخراج القاعدة من تمبكتو

"التوحيد والجهاد" و"أنصار الدين" تحذران من إخراجهما من تمبكتو

•    الذراع الأيمن لإياد غالي: "نخشى من الأيادي الخفية التي تستهدف شعب الأزواد"

يبحث عرب الأزواد أو كما يسمون في مالي  "عرب مالي"، منذ الأحد حتى اليوم، وضعيتهم الحالية في شمال مالي وكيفية إعادة السيطرة على تمبكتو، حيث عقدوا مؤتمرا في أقصى جنوب شرق موريتانيا، جمع كل رؤساء القبائل من داخل مالي وخارجها، ودرسوا إمكانية تفعيل العمل العسكري لتحرير منطقتهم ومحاربة القاعدة.

قالت مصادر من موريتانيا للرائد إن قيادات قبائل عرب تمبكتو وآخرين من الشتات التقوا منذ الأحد في منطقة جنوب شرق موريتانيا في مؤتمر يعد الأول من نوعه بعد إعلان الحركة الوطنية لتحرير الأزواد استقلالها عن السلطة في مالي، وأفادت ذات المصادر أن أهم نقطة أثيرت خلال اللقاء، كانت بحث العمل العسكري ضد القاعدة وأنصار الدين لتحرير تمبكتو من أيديهم، حيث كانوا قد سيطروا عليها خلال اندلاع الحرب بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق من الأزواد، وقالت أيضا إن عقيدا سابقا معروفا بحربه ضد القاعدة، شارك في المؤتمر المنعقد في بلدة "نبيكت الهواش" الموريتانية الحدودية مع شمال غرب مالي، حيث شارك الى جانب القادة العسكريين، رؤساء قبائل محلية وسياسيون ينحدر معظمهم من مدينة تمبكتو "شمال غرب".
وجاء في بيان صادر عن لجنة تنظيم اللقاء، أن المؤتمر يهدف إلى بحث "استراتيجية تقود إلى الخروج من الأزمة بشكل عادل ونهائي" في شمال مالي.
ويؤكد منظمو المؤتمر في البيان أن "وضع الاحتلال والأمر الواقع" في الشمال"غير عادل وغير مقبول"، و"إعلان استقلال أزواد" تم بدون التشاور مسبقا مع المجموعات الأخرى في هذه المنطقة، حيث ضمت المجموعات المتمردين الطوارق من الحركة الوطنية لتحرير أزواد "علمانيون"، وجماعة أنصار الدين الإسلامية الداعية إلى تطبيق الشريعة في جميع أنحاء مالي، والتي تسيطر حاليا على الأرض مع حليفها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكان المتمردون الطوارق قد أعلنوا من طرف واحد في أبريل استقلال "دولة أزواد"، المنطقة الممتدة من شمال شرق مالي الى شمال غربها، فيما رفضت باماكو والأسرة الدولية إعلان الاستقلال هذا.

خلافات حادة تعرقل انطلاق جلسات اليوم الثاني من مؤتمر عرب أزواد

هددت الجبهة الوطنية لتحرير أزواد، المشاركة في ملتقى عرب أزواد بمدينة أنبيكت لحواش، شرقي موريتانيا، بأنها ستقاطع بقية فعاليات الملتقى في حال حضور سفير مالي بنواكشوط ونائب تمبكتو حفل الاختتام اليوم الثلاثاء.
وقال محمد المولود ولد رمضان، الناطق باسم الجبهة الوطنية لتحرير أزواد، في تصريح لوسائل إعلام موريتانية، "إننا لبينا الدعوة ظنا منا أن الملتقى سيناقش واقع عرب أزواد ويقترح حلولا لمشاكلهم، إلا أننا فوجئنا بالأنباء التي تقول بأن سفير مالي في نواكشوط ونائب تمبكتو سيحضران الحفل الختامي". وأضاف ولد رمضان أنهم في وفد الجبهة "يرفضون حضور السفير المالي في موريتانيا، ولن نجلس معه على طاولة واحدة ونفس الشيء بالنسبة لنائب تمبكتو"، مضيفا أنهم "ليسوا ضد الأخير كأزوادي ولكنهم ضده باعتباره نائبا في البرلمان المالي"، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن وفد الجبهة "متشائم جدا من حضور وفد من باماكو يحمل رسالة من زعيم الانقلاب ممادو هايا سانوغو"، مشددا على أن وفدهم "متمسك بخيار الانفصال وغير ملزمين بأي نقطة في البيان الختامي للملتقى إذا ما حضر السفير المالي ونائب تمبكتو".
الذراع الأيمن لإياد غالي: "نخشى من الأيادي الخفية التي تستهدف شعب الأزواد"
دعا شيخ أوسي، الذراع الأيمن لإياد أغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، إلى "الحذر الشديد من الأيادي الخفية التي تستهدف وحدة شعبنا"، وعبر شيخ أوسي، في تصريح صحفي لوسيلة إعلامية موريتانية أمس، عن "تمنياته أن تكون نتائج المؤتمر إيجابية وأن تؤدي إلى توحيد صف الشعب الأزوادي عامة"، مؤكداً على أن "وحدة الشعب الأزوادي لن تكون إلا بالدين الإسلامي الحنيف"، على حد تعبيره.
الطاهر أغ الحاد، عضو الأمانة العامة في الحركة الوطنية لتحرير أزواد، قال بدوره إنهم في الحركة "يقومون بكل ما في وسعهم لتوحيد الأزواديين، وذلك لأننا مستعمرون منذ أكثر من خمسين عاما"، وأضاف "وإذا كان إخواننا العرب لا يرون ما نالنا من تهميش وتفقير من جراء ذلك الاستعمار فندعو الله أن يهديهم"، حسب قوله.
وأضاف أغ الحاد في تصريح لصحراء ميديا، أن "المناطق العربية في أزواد ليس فيها ماء كما هي مناطق الطوارق وبقية الفئات الأخرى"، مشيراً إلى أنهم "ماضون قدما في خيار التحرير، فهذا الاستعمار لم تسلم منه حتى حيواناتنا التي حاولت مالي إبادتها فما بلك أن تسلم منه فئة معينة"، على حد تعبيره.

"التوحيد والجهاد" تحذر المؤتمرين من وجود "عملاء لمحاربة المجاهدين"

أما أبو داود، الذي ينتمي لعرب أزواد وأحد عناصر حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، فله وجهة نظر أخرى حول المؤتمر، حيث قال لصحراء ميديا إن "هذه المؤتمرات التي تعقد من حين لآخر لا تلبي مصالح الشعب ولا تتكلم باسمه والذين يعقدونها يأتون من الخارج وليسوا من أهل البلد ولهم دواع أخرى".
وأضاف أبو داود أن "من يحكمون الآن في أزواد لا يحتاجون لمثل هذه المؤتمرات"، مشيراً إلى أن "الحكام في أزواد مجمعون على تطبيق شرع الله، وهذه المؤتمرات قطعا لا تدعم تطبيق الشريعة الإسلامية بل ربما تكون مشكلة في طريق ذلك"، حسب قوله.
معبراً في نفس السياق عن مخاوفه من أن يكون من بين هؤلاء "عملاء لمحاربة المجاهدين وهذا لا أرى له مبررا ولا أرى له نتائج بل إنه ربما يكون خطرا علينا وعلى المسلمين عموما"، وفق تعبيره.

أنصار الدين ترفض فكرة إخراجها من تمبكتو

وردا على الدعوة لتسليح الشباب وإخراج أنصار الدين من تمبكتو، قال أبو داود إن "هذا ما كنا نخشاه، أن يقولوا إنهم يريدون محاربة المجاهدين أو يراد منهم ذلك، وربما هم مرغمون عليه من طرف هذه الدول المجاورة التي تريد من ينوب عنها في محاربة المجاهدين ويعمل برأيها ومشورتها، فيما تبتعد هي عن نيران المجاهدين"، مؤكدا أنه "لو كانت لدى هؤلاء قدرة على محاربة المجاهدين لما انهزموا مع الجيش المالي وفروا إلى موريتانيا والجزائر"، وفق تعبيره.
وأضاف أنهم "يريدون الآن لم شتاتهم مع هذه الدول المرتدة لمحاربة المجاهدين، ولكننا سوف نقف في وجوههم، فالمجاهدون يحاربون من يحارب شرع الله عز وجل مهما كان لونه أو اسمه أو مكانه من أزواد أو من العرب أو من العجم أو غيرهم، من جاء لمحاربتنا فسنحاربه وسندافع بكل قوة حتى نموت أو ننتصر فلا خيار أمامنا سوى ذلك".
وأضاف موجها الخطاب للعرب المجتمعين في أنبيكت لحواش "إننا ننصحهم لوجه الله عز وجل أن يتوبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأن يرجعوا إلى وطنهم ويقيموا تحت شرع الله عز وجل ويقيموه على أنفسهم وعلى أهلهم، فهذا أجدر لهم من محاربة المجاهدين وحرب الإسلام والمسلمين"، حسب قوله.
أما حبتكا أغ إسملو، وهو أحد الطوارق من سكان مدينة غاو، قال لصحراء ميديا "حسب علمي فالحركة الوطنية لتحرير أزواد لا تقصي أحدا من أبناء الشعب الأزوادي من مختلف القوميات؛ الطوارق والعرب والفلان والسونغاي، فكلهم مكونات أزواد ولا يمكن لأحد أن يقصيها إلا إذا همشت نفسها"، مضيفاً أن "الحركة لا تحارب إلا من له أهداف معادية لأزواد ويريد الوقوف في وجه استقلاله، وهو أمر طبيعي لأنه مناقض لمبادئها".

من نفس القسم الوطن