الثقافي

محور مؤتمر دولي ستحتضنه باتنة قريبا

تحت شعار "الأدب في مواجهة حضارة الصورة "

 

 

ستحتضن ولاية باتنة بداية شهر ماي القادم المؤتمر الدولي حول "الأدب في مواجهة حضارة الصورة"، وذلك يومي 05 - 06 ماي المقبل، وهذا في المخبر المتخيل وحضارات المشافهة والكتابة والصورة، بالتعاون مع كلية الأداب واللغات بجامعة الحاج لخضر بباتنة.

وتوزعت محاور المؤتمر الدولي حول الأدب في مواجهة حضارة الصورة، لتشمل ثماني محاور رئيسية تمثلت في المتخّل الأدبي بين الثابت والمتحول في ظل التحولات الحضارية المختلفة "حضارة المشافهة- حضارة الكتابة- حضارة الصورة"، التراسل بين الآداب والفنون البصرية "الفن التشكيلي، الفوتوغرافيا، الصور المتحركة، السينما، التلفزيون، الإشهار، الإنترنيت، الخ.، الأدب، الصورة: محاكاة، اندماج، احتواء، حوار، توافق، تأثيرات متبادلة. فضلا عن بلاغة الصورة وتلاشي التصوّر التقليدي الأدب. وحضارة الصورة والنصوص الجديدة "النص المترابط، النص الرقمي، النص التفاعلي، النص الهجين، الخ"، وكذا تداخل بين عوالم المكتوب والمرئي والمقروء. وسائل الإعلام، الثقافة الجماهيرية، الصورولوجيا، العولمة، العالمية، الرهانات، التحولات الجديدة والآفاق المستقبلية، وحسب الديباجة فإن الإنسان أدرك منذ عهد الجداريات الكهفية أن الصورة بعد أنطولوجي مرتبط بوجوده، إنها الحضور الرمزي الذي يجسد عوالمه الروحية والنفسية والاجتماعية، فتعامل معها تعاملا خاصا، ورفعها إلى مرتبة المقدسات الدينية، واستعملها بصفتها طلاسم وطقوسا احترازية سحرية، مؤمنا بقدراتها المذهلة. فكانت الصورة مقاربة رمزية للأشياء تجتمع فيها جدلية المادي والروحي، المجسد والمجرد، الذات والآخر، الحضور والغياب، المباشر وغير المباشر. فالإنسان لا يستطيع صياغة علاقته بالعالم إلا بتحويلها إلى أنساق رمزية، ولهذا كانت الصورة مادة التشكيل في الرسم والشعر معا، ولهذا جاء علم البلاغة كعلم لدراسة الصورة، هذا وتحول الشعر في ثقافة الكتابة إلى فضاء صوري، لا يعتمد في بناء دلالاته على اللغة وحدها، بل تعضدها في ذلك الصور والألوان والرسوم والتقانات الطباعية والاستراتيجيات الهندسية التي تعطي الإيقاع طابعا مكانيا تستثمر فيه الطاقات السمعية البصرية الكامنة في اللغة، والطاقات الكتابية كالخط، التدبيج، الزخرفة والأشكال الطباعية المختلفة.وإذا كانت الطباعة قد أشاعت نوعا من الطبقية في التلقي، فإن الصورة قد ردمت الهوة بين النخبة المثقفة والجماهير العامة، فكان الانتقال بالتلقي من القراءة إلى المشاهدة إلى التفاعل والمشاركة. فالحداثة التي نعيشها هي حداثة صورة بامتياز، وهذا ما أعلن عنه آبل جونز، عام 1926، عندما قال إن العصر الذي نعيشه هو عصر الصورة، وهو نفسه ما ذهب إليه رولان بارت في تحليله السنيميائي عبر مقالته "بلاغة الصورة"، عندما صرح بأننا نعيش ثقافة الصورة، والتطور المذهل لوسائل الإعلام وتكنولوجيا الصورة أدى إلى الانفتاح على مجالات المتخيل، ولقي تشجيعا من قبل النظريات الشعرية والسيميولوجية والفلسفة الظواهرية والسيكولوجيا، مما أدى إلى ازدهار علوم الثقافة البصرية التي تسعى لمعرفة آليات اشتغال الصورة وإدراك مدلولاتها وإيحاءاتها باعتبارها لغة ذات حمولة حضارية تعمل على نقل كم هائل من المفاهيم والتصورات والقيم الأيديولوجية والثقافية في مختلف المجالات، وهو ما طرح بقوة إشكالية تعالق النص الأدبي بالصورة التكنولوجية.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي