الوطن
مساعدية من الذين أدركواأن الدولة لا تبنى إلا ببيان أول نوفمبر
محمد العربي زبيري يؤكد أن الراحل بن بلة اعترض طريقه، ويصرح
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جوان 2012
قال محمد العربي زبيري، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، إن المجاهد والمناضل محمد شريف مساعدية، حاول أن يجعل من حزب جبهة التحرير الوطني حزبا قويا وقادرا على حماية الجزائر وإعادة بنائها، والرئيس الراحل أحمد بن بلة اعترض طريقه وحرمه من ذلك.
وأضاف زبيري في مداخلته أمس، بمناسبة إحياء الذكرى العاشرة لوفاة المجاهد ورئيس مجلس الأمة السابق ومسؤول الأمانة الدائمة في جبهة التحرير الوطني محمد شريف مساعدية، التي أحيتها جمعية مشعل الشهيد بالنادي الثقافي للمجاهدين بالعاصمة، أن الرجل كان واحدا من بين ثلاثة إطارات جزائريين تشبعت بالفكرة الحزبية وأدركت أن الدولة لا يمكن أن تبنى إلا ببيان أول نوفمبر، وكانت انطلاقاته في بناء أفكاره من المقالات الشهيرة التي نشرها عبد الحميد بن باديس، الأمر الذي سمح له عند تلقيه مسؤولية في الافلان بتوظيفها كما يجب بكل صرامة ومصداقية.
وعرف اللقاء بالمناسبة حضور عدة شخصيات سياسية ومجاهدين أدلوا بشهاداتهم حول إنجازات الرجل الفذ، حيث قال سعيد عبادو، الأمين العام لمنظمة المجاهدين، إن الرجل فذ وكان أصيلا يتمتع بذاكرة قوية وصاحب مبدأ ومناضل كبير في صفوف جيش التحرير، وكذا متشبع بالثقافة الحزبية، حيث يعتبر من أحد كبار مسؤولي حزب جبهة التحرير الوطني الذي ناضل من أجل بناء الجزائر وحمايتها.
كما نوه كمال بوشامة، وزير الشباب والرياضة السابق، بإنجازات الرجل الفذ، وتأسف لعدم حضور الامين العام للأفلان، عبد العزيز بلخادم، حيث قال في هذا الشأن إن "اعتذاره لا يكفي، ولا يمكن أن نحتفل بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر وفق ثقافة النسيان للذاكرة التاريخية"، مؤكدا على ضرورة توظيف إمكانيات كبيرة في تاريخ هذا الوطن بالطرق الصحيحة، من خلال عقد ندوات واجتماعات ولقاءات لاستحضار التاريخ، وإحياء وتكريم أبطال الثورة التحريرية، يضيف بوشامة "فرنسا جندت علينا إمكانيات كبيرة لكي تتعدى علينا مرة أخرى".
وكان محمد الشريف مساعدية قد ولد في أكتوبر 1924 بمدينة سوق أهراس، وانخرط في النضال السياسي مبكرا، بعد ذلك، التحق بصفوف حزب الشعب الجزائري، ثم نشط في إطار حركة انتصار الحريات الديمقراطية، عند اندلاع الثورة التحريرية، لبى نداء الجهاد وانضم إلى صفوف المجاهدين بالمنطقة، وأصبح من القادة البارزين في القاعدة الشرقية. وكان من أنصار العقيد محمد لعموري في خلافه مع الحكومة المؤقتة، وبسبب ذلك اعتقل وأدخل السجن بتونس، وبعد إطلاق سراحه، كلف محمد الشريف مساعدية رفقة عبد العزيز بوتفليقة وضباط آخرين، بفتح جبهة مالي وقيادة العمليات العسكرية ضد المصالح والقوات الفرنسية بالجنوب الكبير والتصدي لسياسة فرنسا الرامية إلى فصل الصحراء عن باقي الجزائر، وبقي مجاهدا في الجبهة الصحراوية إلى غاية الاستقلال
نوال رباحي