الوطن

أطفال في المستوى الابتدائي يدخنون 7 سجائر يوميا

25 مرضا صدريا يترصدهم والسرطان يهدد حياتهم

حذّر البروفيسور سليم نافتي رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا أمس من الانتشار الخطير لآفة التدخين داخل المؤسسات التربوية وعند الأطفال، مؤكدا أن آخر الأبحاث كشفت عن تسجيل 3 بالمائة من تلاميذ الطور الابتدائي يدخنون من 4 إلى 7 سجائر يوميا، كما تبين أن 35 بالمائة من الأساتذة يدخنون أمام أعين تلاميذهم، فيما سجلت الأبحاث وجود 16 بالمائة من طلبة الطب يدمنون على التدخين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن 25 مرضا صدريا يهددهم على رأسهم داء السرطان القاتل الذي يموت بسببه 40 شخصا كل يوم في الجزائر.
وصرح أمس، البروفيسور نافتي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفى مصطفى باشا، خلال اليوم التحسيسي الذي نظم بمناسبة اليوم العالمي للتدخين، بفوروم المجاهد، أن آفة التدخين باتت تنخر شبابنا وبناتنا وحتى أطفالنا من العمق، حيث تم تسجيل 35 بالمائة من الأساتذة يدخنون أمام التلاميذ، وهو أخطر شيء يمكن أن يحدث في مجتمعنا، لأن الأستاذ هو المثل الأعلى للتلميذ والقدوة التي يقتدي بها، كما أن تسجيل نسبة16 بالمائة من طلبة الطب يدخنون، يعكس تناقضا غير منطقي لما يحدث في بلادنا، فالخطير أن الطلبة الذين يدرسون الطب على دراية تامة بالأمراض الخطيرة والقاتلة التي يسببها التدخين.
وأضاف البروفيسور نافتي، أن 25 مرضا يهدد المدمن على التدخين على رأسها داء السرطان والربو، لذا على الجزائر أن تقدم للمنظمة الدولية للصحة سنويا تقريرا مفصلا على الظاهرة لتقدم مساعدتها لها، كما أن على كل أعضاء المجتمع المدني أن يشاركوا في مكافحة الإدمان على التدخين نظرا لخطورة الظاهرة، مضيفا أن نسبة الإدمان على التدخين تزيد يوما بعد يوم في الجزائر، والدليل على ذلك أنه تم تسجيل 15 ألف شخص يموتون سنويا بسبب التدخين و40 شخصا يموتون يوميا، وهذا نتيجة الإصابة بداء السرطان القاتل على مستوى الرئتين. كما أوضح المختص، أن هناك موادا قانونية تحدد استعمال التدخين كمنع استعماله في الأماكن العمومية مثلا، لكنها ليست سوى قوانين لا تزال حبرا على ورق فقط وهي غير مطبقة في بلادنا.
وتم تسجيل 3 بالمائة من تلاميذ الفصل الابتدائي من 5 سنوات إلى 11 سنة يدخنون من 3 إلى 7 سجائر يوميا، حسب دراسة أقيمت بإحدى المدارس بحسين داي، يقول البروفيسور، مضيفا أن 12 بالمائة من أولئك التلاميذ أعمارهم من 12 إلى 14 سنة، و26 بالمائة منهم مراهقون يدخنون من 6 إلى 7 سجائر يوميا، الأمر الذي يعكس خطورة الظاهرة مما يستوجب وضع عقوبات للمتدخنين في الأماكن العمومية.
ومن جهتها، أعابت يمينة حوحو أستاذة قانونية في جامعة الحقوق، المرسوم التنفيذي رقم 01-285 الصادر في 24 سبتمبر 2011، والذي حسبها لا يحمي الشخص غير المدخن الذي لا يمكنه منع شخص مدخن من التدخين في مكان عمومي أو مغلق كقاعات الشاي، ولا توجد حملة تحسيسية مستمرة ضد التدخين، ولا يوجد أي تطبيق للقوانين في الأماكن العمومية، فمثلا هي غير محترمة في أماكن العمل والمدارس والمراكز،، لذا لابد من إعادة النظر فيها، ولو كانت هناك إجراءات رادعة وعقوبات صارمة لما تلاعب المواطن بصحته وصحة أخيه المواطن.
سعاد.ب

من نفس القسم الوطن