دولي

تلاميذ الضفة...صيد سهل للمستوطنين عبر الطرق الالتفافية

مع بداية الفصل الدراسي الثاني

 

 

بدأ امس السبت الفصل الدراسي الثاني بمدارس الضفة الغربية، وعادت معه رحلة المعاناة التي يمر بها آلاف الأطفال والتلاميذ للوصول إلى مدارسهم وروضاتهم، عبر السير مئات الكيلومترات في طرق التفافية وعرة، الأمر الذي يفاقم معاناتهم وذويهم وخوفهم وخشيتهم عليهم خلال ذهابهم وإيابهم.

قائمة طويلة بالجرائم التي ارتكبها المستوطنون الصهاينة بفعل الطرق التي استحدثت كشرايين تنقل الدم الفاسد من المستوطنين الصهاينة، وجلبت معها الموت والاعتقال لأطفال ونساء ورجال الضفة الغربية المحتلة، كان من بينها الطفلة الأسيرة ملاك الخطيب (14عاما) من قرية بيتين؛ ومن قبلها استشهاد الطفلة إيناس دار خليل؛ التي دهسها مستوطن، وأصاب زميلتها تولين بجراح ما زالت تعاني منها بعد أربعة أشهر من الحادث يقول علي الخطيب والد الطفلة الأسيرة ملاك إن الطرق الالتفافية تجوبها دوريات الجيش بشكل متواصل؛ وهي ما تسبب في اعتقال طفلته ملاك؛ فكل حركة لعب أو ركض على الشارع، يعتبرها المستوطنون والجنود عملية إلقاء حجارة أو عملية ضد الاحتلال؛ مستغربا حالة الصمت المريبة حول اعتقال طفلته وهي ترتدي مريولها المدرسي، والحكم عليها بشهرين، وعدم الإفراج عنها والعودة إلى أدراج مدرستها بدوره، يؤكد خليل التفكجي خبير الخرائط والاستيطان، أن الطرق الالتفافية تحصد أرواح العديد من الفلسطينيين كل عام، وأن طول الطرق الذي يقترب من 800 كيلو متر مربع، تسبب في عزل ومصادرة أراضي زراعية فلسطينية بشكل كبير وتشير إحصائيات مختلفة تتابع الأسرى، بأن عام 2014 شهد اعتقال 600 طفل، من بينهم 200 ما زالوا رهن الاعتقال، ومن بينهم الطفلة ملاك؛ وكثير منهم هم ضحايا الطرق الالتفافية؛ وهو ما يخالف القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل التي لا تجيز اعتقال الأطفال دون سن الـ18؛ وهو ما يعتبره عايد قطيش من الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، انتهاكا واضحا وخطيرا ويجب وقفه، والضغط على سلطات الاحتلال لذلك من جانبه، قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لشؤون الأسرى، إن الأطفال الأسرى يتعرضون للعديد من أنواع التعذيب النفسي والجسدي الذي يترك آثاره الخطيرة الحالية والمستقبلية على حياتهم، وهو ما يبقى يلازمهم لفترات طويلة وتوثق معطيات إحصائية فلسطينية ومؤسسة الحق، إلى أن أكثر من حادث يسجل أسبوعيا بسبب الطرق الالتفافية، والتي في الغالب يكون ضحاياها من الأطفال أثناء توجههم إلى مدارسهم أو عودتهم منها، وهو ما يشكل هاجسا وخوفا من قبل الأهالي على أطفالهم الصغار جراء اعتداءات المستوطنين وعن سبب كثرة ضحايا الطرق الالتفافية من الأطفال؛ يقول الباحث خالد معالي، إن الأطفال كونهم لم يكملوا سن النضج، فإنهم الأكثر عرضة واستهدافا من البالغين؛ ويعتبرون صيدا سهلا للمستوطنين على الطرق لبراءتهم؛ سواء بالاعتقال أو الدهس أو الجرح والملاحقة من قبل الجيش أو المستوطنين ويشير معالي إلى أن من أخطر الطرق الالتفافية في الضفة، هو الطريق الذي يخترق بلدة حوارة؛ حيث تسجل حوادث قتل وجرح- غالبيتهم من الأطفال- لا تفارق مآسيها أهالي البلدة كل عام، بسبب الطريق الذي يصفونه بأنه طريق الموت لكثرة الحوادث فيه؛ ورفضت سلطات الاحتلال ترميمه وتأهيله بما يتناسب مع النشاط عبره بوضع ممرات للمشاة وغيره ولفت معالي إلى أن بعض المستوطنين يتعمدون دهس الفلسطينيين، مستغلين حماية شرطة وجيش الاحتلال لهم، وعدم ملاحقتهم قانونياً إلا في حالات نادرة وقليلة؛ وهو ما يشجعهم على مواصلة اعتداءاتهم. 

ع.ع

من نفس القسم دولي